لا اثق كثيراً بما تبثه الفضائيات من اخبار.. فهي تحب وتكره، وتكيل المديح بغير حساب، وتشتم وتسيء على وفق هوى الحرية التي تناسب خطابها.
لكنني بوصفي مواطناً مهموماً بأمور بلاده وقلبه على اهله، يشغلني سؤال يتعلق بمصداقية ما اذاعته وعرضت له فضائية (البغدادية) مساء 2009/6/22 من ان (انجاز تبليط شارع في كركوك طوله 6.5 كم قد كلف 18.5 مليار دينار)!
فهل يعقل ان يكون تبليط شارع بهذه المساحة.. يستحق ان يصرف عليه هذا المبلغ المالي الطائل؟
ولا أسأل عن سارية علم عراقي، ولا فسيلة نخل مستوردة، ولاسياج حديقة عامة، ولاثمن القطعة الواحدة من الحواجز الاسمنتية.. كذلك لا أسأل عن رواتب السادة النواب والوزراء والوكلاء والمدراء والمستشارين والحراس والحمايات.. اسأل فقط عن الخريجين العاطلين الذين ليس بوسع النفط العراقي كله تعيينهم على سبيل العقد بـ (100) الف دينار.. هذا المبلغ الضئيل الذي لايكفي لنقلهم وحمل قنينة ماء معهم، ومع ذلك ليس بمقدور ثروات العراق كله حل مشكلاتهم المعيشية.. لذلك راح العراق يقترض ويتوسل اسقاط ديونه، فيما التخمة تشغل بطون المترفين!
اقول.. لا اثق بالفضائيات، ولا كلام الناس المجاني، ولا اصغي للشائعات.. ولكن هل اكذب ما أرى واسمع واعيش.. واشم فساداً يزكم الانوف وعليّ ان اسكت لئلا اخدش حياء العفة التي يتحدث بها عدد من السياسيين الذين يزعمون خدمتهم الجليلة للوطن والمواطنة، من دون ان يتوجهوا للنظر الى الخلل الذي يكمن في اعماقهم وسلوكهم واعمالهم!
من يحاسب من، ومن يعدل حمل من.. اذا كنا نشهد كل خلل.. في كل شيء؟
كيف نعالج الامور.. وفي الامور اشكالات وفي الاشكالات ازمات وفي الازمات مصائب وكوارث.. اذا تم كشفها، ستغرق الغرق نفسه وستفيض عن الفيضان ذاته.. لان في النفس سوء نوايا، وفي ذات البعض امراض يريدون اعمامها لئلا تبقى محدودة.. وهذه نظرة انانية ولابد للانين ان يعم.. عجيب!
أقرأ ايضاً
- عن المليارات التي تطير في العراق
- ذوبان المليارات
- امريكية تصفع بعض زعماء العرب واصحاب المليارات على وجوههم !!