تورطت (هاليوم وعفت) شارع حي الحر (وجيت) على العامل! انه ليس بيت مأثور من الابوذية! ولكن نستطع أن نقول عنه إنه قصيدة ، ولعله ديوان شعر.. بل دواوين من (الأذية) وليست من الابوذية!!
وملخص الحكاية ؛ إنني قررت صباحاً أن لا اذهب إلى جهة شارع حي الحر كما هو طريقي في كل يوم ؛ بل اتجه صوب شارع حي العامل بسبب تأخري قليلا في البيت من اجل اختصار الزمن والوصول على وجه السرعة إلى عملي في إعلام العتبة الحسينية المقدسة.. وبعد فترة من الفراق طويلة فرقت بيننا لم آت خلالها عن طريق حي العامل.. ويا ليتها طالت وتطول أكثر وأكثر..بل ياله من قرار صائب تماما ذلك الذي اتخذته نتيجة تأخري!!
ولكون المشتمل الذي اسكنه يقع في منتصف المسافة تقريبا مابين شارع حي الحر وحي العامل ولأنه خط نشط - أعني خط حي العامل- وربما يعد من أنشط الخطوط إطلاقاً في المحافظة.. ويعرف ذلك جيدا سواق السيارات العمومية بالخصوص من أصحاب سيارات( الكية) لكنه بذات الوقت من أتعس الشوارع.. وأسرعها إصابة للسيارات الحديثة بمرض (الخرخشة!!).
وكانت المفاجأة بعد ركوبي بقليل فإذا بتل من الأنقاض يتوسط الطريق؛ فيسد شارعي الذهاب والإياب معاً .. ووجود نفق يكاد يغوص فيه شفل كنت قد صادفته منذ شهور، وعلى عرض الشارع العام وتحديدا قرب السوق الشعبي للحي؛ فاضطر سائق الكية التي استقلها إلى سلك اقرب الشوارع الفرعية ، طبعا من الظلم أن أسمى مثل هذا الفرع شارعا ،لعدم اكسائة بالإسفلت أولا ،ولامتلائه بالحفر والمطبات ثانيا ، ولمروره بمجمع للنفايات ثالثا و..و..و!!
ولكن ما باليد حيله في تلك التسمية الظالمة التي أطلقتها ،إذن لنسميه (شويرع) لعله ابتكار اصطلاحي جديد للنيل من الكيان الاعتباري للشارع وبالتالي تسمية الأشياء بمسمياتها العادلة ، وإعطاء كل ذي حق حقه .. ويجب أن يسجل لي في ذلك براءة للاختراع!
المهم وبعد الدخول في الطسات والحفر والنهيرات الصغيرة الآسنة في هذا الـ(شويرع) وجد السائق فرع آخر يمكن أن يعيدنا من جديد إلى الشارع العام الذي فارقناه مضطرين غير مختارين ولمسافة طويلة، وإذا به مسدود هو أيضا وبذات أعمال الحفر والصيانة وأعمال المجاري، وبعد جهد جهيد وقد ورطنا غيرنا من السيارات إلى الدخول بذات الفرع المسدود وخلقنا تزاحم غير مسبوق داخل الفرع ، أدى إلى خروج الأطفال لاعتقادهم بوجود حفلة عرس !! ، لكن سائقنا المحترف استطاع أن يستدير بنا بمهارة فائقة ،رغم ضيق الفرع وزحمة السيارات المتورطة ،والرجوع بنا إلى ذات الدوامة بين هذا الفرع وذاك حتى استطعنا الخروج إلى الشارع العام ليواجهنا الشريط الجميل الذي يحيطون به الأعمال البلدية ومشاريع الاعمار القائل بكل سخرية( نأسف لإزعاجكم .. نعمل لصالحكم) ؛ فصرخت من أعماقي الأجدر أن يكتبوا ( نعمل لإزعاجكم..نأسف لخدمتكم!!) والاهم وصلت إلى عملي قبل الموعد المحدد لوصولي في كل يوم!! كأني سبقت الزمن!!