بعيدا عن استراتيجيات الدعاية، واستراتيجيات التحريض، التي تتقنها العديد من التيارات الإيديولوجية والكتاب المؤدلجين اود ان ارد على (خضير طاهر درويش) لمقاله المشور في موقع كتابات يوم 7/6 الذي ينتقد فيه المرجعية الدينية متمثلة بسماحة المرجع السيستاني واصفا خطبة الجمعة للممثل المرجعية في كربلاء الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) ودعوته الى العقلانية والحوار في قضية الاشكاليات المتعلقة بين العراق والكويت واصفا هذه الدعوات بالمجاملة والمتخاذلة \" بحسب وصفه
للرد على مثل هذه الاشكاليات اود ان ابين للقارئ الكريم شخصية الكاتب الذي انتمي معه في مدينة واحدة وهي كربلاء وشخصيته دائما تقف حجر عثرة أمام تقدمه في كل المجالات ، وتبدل أفراحه أتراحاً , وتترك عمره بلا ثمر ولا حصيلة , ويحدد علماء النفس بعض السمات التي تتصف هذه الشخصية منها النظرة التشاؤمية التي تكون غالبة عليه في كافة تصرفاته وقناعاته فيكون باطنه مملوء بالانتقام والعدوان، وفي أكثر الأحيان لا يستطيع أن ينفذ ما يريد ، وينعكس ذلك في كلماته وآرائه .
• صاحب هذه الشخصية لا يقيم علاقات اجتماعية مع الناس ، فطابع العزلة والانفراد هو السمة الغالبة لديه , نتيجة عدم الرغبة في تحمل المسؤولية , وقد تكون تعبيراً عن الترفع والاعتداد بالنفس مما يدفعه إلى السلبية إلا إذا جاءت الأمور طبقاً لرغباته ، وقد تكون صفة الابتعاد وعدم المشاركة ناجمة عن شعوره بالنقص من الآخرين وما يولده ذلك من شعور العنف والقسوة تجاه ذاته ومعاقبتها لأنه لا يستطيع مجاراة الآخرين ممن يقدمون لبعضهم البعض أجمل الابتسامات والتمنيات بالخير عندما يلتقون , ويكنون لهم أعظم الأمنيات بالتوفيق ، فصاحب الشخصية التي يسميها علماء النفس بالفاشلة يضمر الكره بسبب عقدة النقص التي تلازمه ،وعقدة الحقد على كل ما هو مفرح وناجح , فينعكس هذا السلوك السلبي على قسمات وجهه وإيماءاته التي يقرأها الناس , فيتخذ حينئذ العزلة والابتعاد والسلبية تجاه الآخرين .
ثم اود ان ابين للكاتب وللقارئ ايضا عن موقف المرجعية متمثلة بممثليها في كربلاء السيد احمد الصافي والشيخ (عبد المهدي الكربلائي) اللذان كان لهما السبق في تبني مشاريع بناء البنى الوطنية بين مختلف اطيافه التي كان الاحتلال الامريكي سببا في تهديمه بعد ان هدم البلاد وسبى العباد فما زالت العتبتين الحسينية والعباسية يتوافد اليها ابناء الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه بغض النظر عن الانتماءات الطائفية والعرقية وخلال الخطبة الاخيرة التي انتقد مضامينها خضير طاهر كان الصف الاول من المصلين في الصحن الحسيني الشريف يجلس اهالي مدينة الاعظمية الذين احيوا في هذه الزيارة السنة الاولى لاول مبادرة كانت فيها العتبة الحسينية وامينها العام الشيخ عبد المهدي الكربلائي هم السباقين في دعوة اهالي الاعظمية الى كربلاء
،وفي نفس الخطبة التي انتقد مضامينها خضير طاهر كانت هناك يافطات علقها ابناء الاعظمية في الصحن الحسيني الشريف مكتوبة عليها (الاعظميون والكربلائيون مشاريع وحدوية لبناء العراق)
كما وان ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي كان قد تناول في معرض خطبته يوم 11/7/2008 الديون العراقية التي في ذمة العراق للدول العربية والإسلامية الشقيقة من دون استثناء قائلا ومطالبا ( أن يتفهم العالم الظروف الصعبة التي يعيشها العراق وبالتالي إلغاء الديون أو نسب كبيرة منها التي تثقل كاهل الشعب العراقي أسوة بالدول الغربية، والجميع يعلم أن الأعمال الإرهابية قد منعت البناء والتطور في هذا البلد، إضافة إلى أن تلك الديون كانت بسبب السياسة الرعناء للنظام السابق، ولابد من تفهم لمنشأ هذه الديون، ولنا حقوق عليهم جميعا حيث أن الدين واحد واللغة واحدة والقومية واحدة بالإضافة إلى معطيات حسن الجوار \"
الا يعتقد القارئ الكريم ان بناء الروح الوطنية للانسان العراقي والذي تتبناها عتبات كربلاء المقدسة هو من اهم الواجبات الوطنية في هذه المرحلة التي راهن عليها الاحتلال و العبقري (خضير طاهر) الذي ارثي حاله في واقع الامر كونه يعيش في عالم لايتصوره وهو في قمقمه الامريكي \"
خضير طاهر يريد ان تحل المرجعية الدينية وممثليها بدلا من وزارة الخارجية التي من المفروض يكون عملها مخاطبة الدول التي لها خلافات مع العراق نتيجة الارث الصدامي وهو يعتقد ان حل مشاكل العراق يكون عبر تنديدات وفتاوى العلماء وهذا ما لايمكن ان يكون بحسب اعتقادي فللمرجعية دورها وللدولة دورها ايضا \"
واود هنا ان اشير الا ان ان الحديث عن التخاذل والتخوين من اناس (خونة وعملاء) ركّزوا خطابهم على اسس امريكية الغاية منها تثقيف الشارع العراقي بالحساسيات الطائفية والفئوية المغلقة وهم بذلك قد افسحوا للمحتل ان يدخل رأسه من اكثر من شباك داخلي ليكرّس وجوده مابيننا بينما نسعى ومعنا كل شرفاء العالم على اخراجه من الباب الرئيسية في اكثر من حالة حضارية على المستوى النضالي والسياسي .
اقول مرة اخرى كما قلتها في مقالات عديدة لجميع العراقيين ان اعدائنا اليوم ليسوا كالسابق فهم لايأتوننا بلامَة حربهم ولا ببنادقهم فيقتلون ويأسرون ثم يعودون من حيث جاءوا .. بل انهم يظهرون من اكمام ثيابنا وفي بيوتنا عبر القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية وخضير طاهر مثال على ذلك \"
أقرأ ايضاً
- محمد علي الطاهر (1896 – 1974) مثقف ومجاهد واديب من فلسطين
- أصغر من أريق دمه الطاهر في الطف
- دم طاهر معراج الماضي إلى الحاضر