يبدو إن أعضاء مجلس النواب الذين انتخبهم الشعب وصاروا ممثلين عنه في المجال التشريعي والرقابي أصبحوا عبئا ثقيلا لا يمكن تحمله بسبب الضعف الواضح نتيجة نقص كفاءة غالبية أعضائه وتناحر كتله المكونة له وغياب القيادة القوية الواعية والفشل في التغلب على مسألة المحاصصة الطائفية اللعينة وحالة الإنفلات والترهل والتثاقل والعجز الإداري والفشل التنظيمي والفوضى العارمة والغياب المستمر لبعض أعضاءه.
حتى وصل به الامر على تجاوزهم بنود الدستور وعلى ابسط القضايا التي تصب في مصلحة الشعب واتفقوا ايضاً على ان يؤجلوا انتخاب رئيساً لهم مع بداية الفصل التشريعي الجديد الذي بدأوا فيه جلستهم الاولى وهم الذين كانوا اشد اصراراً على وضع هذه الفقرة (غياب الرئيس) من ضمن اولويات عودتهم الميمونة بعد عطلة دامت 40 يوماً.
ولا اعتقد ان رئيس البرلمان الجديد سيتمكن من تغيير الصورة التي تشكلت في اذهان الشعب عن هذا البرلمان المليء بالتناقضات.
فقد رأيناهم في متاهات وتعقيدات لا يمكن حلها وسمعنا وشاهدنا بعضاً من السادة النواب هذا يقترح لوجه المعارضة لا الاقتراح وذاك يعتقد من باب المشاكسة لا صدق الاعتقاد ومنهم من يضيف مالا يغني ولاينفع وآخر يعارض من اجل فرض نفسه اويؤيد قرارات الكتلة التي ينتمي اليها دون ان يدري لماذا يؤيد وهكذا، ولم نسمع بأنهم اتفقوا ولو على (الاقل الممكن) في ايجاد صيغ للوصول الى حل لمعظم القضايا المهمة.
واخيرا ادركوا بأن الوقت قد داهمهم ولابد من تمديد فترة بقائهم في (عروشهم) مدة اطول قد تحدد بعام جديد بحجة اقرار قانون الانتخابات (وهذا من صالحهم) أولا وتناسوا تركهم عشرات القوانين التي تنتظر دورها في الموافقة عليها ومنها قوانين النفط والغاز والخدمة والتقاعد وحماية الصحفيين بالاضافة الى التعديلات الدستورية التي صارت ضرورية جداً في هذه الظروف الحرجة.
تذكرو ايها النواب أنكم لستم فوق القانون والدستور ، فقضية التمديد تعارض الدستور.
لم يبق سوى اشهر على وجودكم والشعب الى الآن لم يلمس منكم شيئاً طيباً يظل في ذاكرته ولم تحققوا له إنجازاً او تتركوا أثراً حسناً.
حارث الخيون