أبتدأ باللعنة على المحاصصة التي تولدّ من رحمها سياسيين غير شرعيين وكان جراح الولادة بكل امتياز الدكتور بريمر الذي نجح بصنع سياسيين (فلتة آخر زمان) ليجلسوا في مقاعد الشعب في شتى دوائر الدولة ومؤسساتها، منهم من تسنم الوزارات ومنهم من تقلّد لقب ممثل الشعب ليعيثوا فسادا وخرابا ويهدرون أوقاتاً ذهبية من عمر تقدم هذا البلد وشعبه المسكين الذي وقع بخطأ تأريخي لوجود هؤلاء.
ثم يهربون ويهربون بدون حساب وكأن مبدأ الثواب والعقاب لا يسري إلا على البسطاء، لا اعلم كيف تنطلي حيل هؤلاء، وأستغرب لأفعالهم التي لا تمت بصلة بقاموس السياسة الوطنية، في بلد أنهكه جهل العديد من رموزه بالثقافة الوطنية.
أي زمان هذا وأي برلمان وأي وزراء أولئك الذين يفجرون البرلمان ويسحقون الأمان ويقتلون الأبرياء لتصعد أرواحهم إلى السماء ويفخخون السيارات ويزيدون الجراحات وهم على المنابر يصرحون بأجمل العبارات.
أتعجب لأمر الأجهزة الرقابية وأجهزة الأمن، أين كانوا من هروب (أيهم السامرائي) و(مشعان الجبوري) و(عبد الناصر الجنابي) الذي أعلن توبته من حب الوطن ليهرب من برلمان الشعب إلى برلمان الهاربين، ويلوح بالأفق اسم آخر وهو (اسعد الهاشمي) وزير الثقافة السابق الذي نبه عنه الوكيل الأقدم (جابر الجابري) بأن لديه العديد من الإعمال المشبوهة ولم تلق دعوة (الجابري) آذان صاغية إلا بعد فوات الأوان.
واليوم وبعد كل هذه الهروبات اعتقدنا أن أجهزتنا الأمنية كثفت رقابتها وسوف لن يفلت من قبضتها أي مفسد آخر لكن كان محمد الدايني أبى إلا أن يضيف اسمه على لائحة الهاربين وبطريقة هوليودية تشبه إلى حد ما الأشباح التي تظهر وتغيب في الأفلام السينمائية.
مع كل هارب كانت الأدلة متوفرة لإلقاء القبض عليه لكن تأخر أمر التنفيذ والحسم مما جعلهم يختفون بطرق كثيرة أمام مرأى ومسمع الدولة والقانون، يبقى أن نقول من أمن العقاب ساء العمل.