- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جهود حسينية خلف الكواليس لزوار الاربعين
عندما يفكر الانسان لتحقيق غاية معينة فانه يفكر بالوسائل المتاحة ويستخدم التي يعتقدها الافضل وبغض النظر عن صحة الاختيار او الخطأ ،المهم التفكير بالوسيلة التي تحقق الغاية . ولكني وجدت غاية واحدة من غير وسيلة يطمح الى تحقيقها الانسان لا يفكر بالكيفية المهم انها تتحقق واذا ما تحققت فانها تنتقل الى دور الوسيلة لغاية انبل . هذه الغاية هو كيفية المسير صوب الحسين عليه السلام يوم الاربعين ؟ هذه الزيارة التي شغلت الاصدقاء والاعداء فالمحب متلهف لها والمبغض يرتعد منها وتباعا فالمحب يحاول الحفاظ عليها والمبغض يحاول القضاء عليها وللطرفين صولات في هذا المعترك .
واليوم بعد زوال الكابوس الصدامي البعثي ظهرت باجل واحلى صورة المسيرة الاربعينية ، وانا ذكرت في مقال سابق لي التقصير الاعلامي بحقها واما حديثي الان عن جهود حسينية خلف الكواليس حيث ان هذه الملايين لا يمكن لمدينة صغيرة مثل كربلاء ان تستوعبها . الان لنعرض حال الزائر السائر قبل الشروع بالانطلاق وحتى الوصول الى كربلاء .
هنالك بعض الزائرين لا يملكون قوت يومهم وانهم اذا لم يعملوا يوما فانهم سينامون جياع وهذا واقع ملموس وهنا اشارة تخيلوا حالهم عندما يمنع التجوال كيف يكون؟! ، هذا الزائر يفكر قبل الزيارة بمدة كيف يوفر قوت الايام التي سيغيب عن عياله لغرض المسير صوب كربلاء فانه يعمل جاهدا للكسب اكثر اضافة الى العناية الالهية التي تكون حاضرة لهؤلاء المحبين برزقهم من حيث لا يعلمون ، هنا فانهم يكونون قد انجزوا الخطوة الاولى للانطلاقة الاربعينية . وايام المسير تتفاوت من محافظة الى اخرى ، هذا الزائر يفكر بالهدف فقط والهدف يجب ان يتحقق مهما كانت الاعاقات واخطر اعاقة هي الارهابيين الذين يفجرون او يغتالون وبالرغم من ذلك لا يبالون .
وعلى الطرف الاخر هنالك المحبون الذين يتشرفون بخدمة ابطال المسيرة الاربعينية وبالفعل نجد البذخ وبكرم منقطع النظير لهم انهم ابطال بحق .
وصل الزائر كربلاء المقدسة وتحقق الهدف فما هو دور اهالي كربلاء في هذه المرحلة هنا نذكر ما لها وما عليها . نعم تحدث بعض التجاوزات من بعض الزائرين ونحن نعذرهم بحكم الارهاق والاعياء بسبب السير لهذه المسافة الطويلة ولكن للحق هنالك جهود تقوم بها العتبتان الحسينية والعباسية المقدستين غير منظورة الا للقليل وحتى الكادر الحكومي هو الاخر يعمل ما امكنه لخدمة الزائرين وهنا ان حصل التقصير منهم فنحن نذكر ولا نلوم لاننا نعلم بواقع الحال .في العام الماضي عندما بدأ الزوار بالتوافد لكربلاء بدأت العتبة الحسينية المقدسة بتوزيع البطانيات والوسائد للزائرين ولكثرة الاعداد المغولة التي توافدت على كربلاء لم يكن بحسابات العتبة هذا العدد ونفذت البطانيات فما العمل وبقي ثلاثة ايام على الزيارة الاربعينية . اجتمع الاخوة المسؤولين بالعتبة وقرروا شراء كمية من البطانيات بحيث تغطي حاجة اعداد الزائرين ، الاسواق الكربلائية نفذت منها البطانيات ، بدات الاتصالات مع المحافظات والتجار الذين يعملون بهذا المجال واستطاعوا ان يحصلوا على ادنى سعر من قبل احد التجار الذي تعهد بشحنها الى العتبة ومن غير ارباح ومن اين من تركيا المنشا وبدات الاتصالات مع المستوردين في زاخو وتم الاتفاق وعقد الصفقة وانطلقت الشاحنات من زاخو باتجاه تركيا وتحميل الالاف من البطانيات الى كربلاء المقدسة استغرقت هذه العملية اقل من اربعة وعشرين ساعة وجاءت الشاحنات على اطراف كربلاء في المسيب وبسبب المسيرة الاربعينية فالطرق مقطعة وبدأت الاتصالات مع الجهات المسؤولة لتسهيل دخول الشاحنات وبالرغم من ذلك كانت كل سيطرة تقوم بتفتيش كل الشاحنات مع استخدام احدث الاجهزة لكشف المتفجرات والتاكد من الاوراق الرسمية لذلك مع ارسال وفد من العتبة لمرافقة هذه الشاحنات وبشق الانفس وصلت الى باب طويريج وهنا استحالة دخولها الى المدينة فما كان من ادارة العتبة الا استئجار العربات لايصال هذه البطانيات الى مخازن التوزيع للزوار وتخيلوا مدينة كربلاء التي لا يوجد فيها موطأ قدم كيف بعربات التحميل وهي تمر من بين الزائرين ، هذه الجهود لا يعلم بها احد واخيرا وصلت ليلا مع وقت التوزيع .
اما الان فقد عملت ادارة العتبة على تدارك الامر قبل وقته فقد استوردت عدد يغطي اعداد الزائرين من اجل خدمته حتى تستحق لقب خدام الحسين . هذا ناهيك عن الخيام التي نصبوها في كربلاء واطراف كربلاء لاستقبال الزائرين مع توزيع الاطعمة والمشروبات وحتى الخدمات الصحية وتوفير مرافق صحية سفرية باعداد هائلة حتى تتشرف بخدمة زوار الحسين عليه السلام . ولانغمط حق الاخوة المسؤولين في كربلاء الذين استنفروا كل طاقاتهم لاستقبال الزوار فقد افتتحت اكثر من مركز طبي بالاضافة الى الخدمات الاخرى المجانية يضاف ذلك الاستمرار في تنظيف ما امكن تنظيفه من شوارع واحياء مع استنفار الجهود الامنية لتحقيق الامن بمساعدة الجهات المختصة في العتبتين لحفظ النظام من اجل سلامة الزائر
وسيكون لرجال النظافة الدور الجبار بعد انتهاء الزيارة من اجل رفع الانقاض والحفاظ على نظافة المدينة .
نعم هنالك نصائح نود لو تلتزم بها المواكب حتى تساعد رجال التنظيف في مهمتهم فيا حبذا لو وضعوا اكياس او صناديق للنفايات بالقرب من الاماكن التي توزع الاطعمة والمشروبات حتى تحافظ على نظافة المكان