- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تضامناً مع حقوق الأقليات في العراق الصابئة _ أنموذجا
منذ إن انعم الله على ارض العراق ببركاته ونعمة وجعله ارض السواد والخيرات تهافتت العديد من الهجرات البشرية لتجعله موطناً لها وذلك قبل الأف السنين ، وتباعا أصبح العراق بلد يحتضن عدداً من الأقليات والأكثريات مثل اغلب دول العالم ، وهذا ليس عجبا عند عامة الشعب العراقي لأنهم يمثلون هذه الأقليات أو الأكثرية ، ولأكن العجب عند مجلس النواب ومحاولة إلغاء حقوقهم التاريخية والمصيرية وإقصائهم من مجلسهم الموقر ؟ ،وتضامنا مع حقوق الأقليات لنأخذ الصابئة نموذجا لمعرفتهم ...
الصابئة المندائيين : وهم شعب أرامي عراقي قديم ولغتهم هي اللغة الآرامية الشرقية المتأثرة كثيرا بالأكادية واستوطنوا في جنوب العراق وتحديدا قرب الأهوار وعلى ضفاف نهري دجلة والفرات ..
وهم أقلية دينية اعتبروا من قبل الإسلام على أنهم من أهل الكتاب ، وقد ورد ذكرهم في القران الكريم بالتعبير( الصابئين ) في ثلاث آيات كانت تقصد تلك الجماعة العراقية التي أمنت بالتوحيد واتخذت التعميد شعارا ورمزا لها .. وتدعوا الديانة المندائية للأيمان بالله ووحدانيته ويسمى بالحي العظيم أو الحي الأزلي وبإمرة تم خلق ادم وحواء من الصلصال عارفين بتعاليم الدين المندائي وقد أمر الله ادم بتعليم هذا الدين لذريته لينشروه من بعدة ، ويؤمن المندائيون بعدد من الأنبياء وهم : ادم وشيت بن ادم وسام بن نوح ويحيى بن زكريا وهو أخر أنبيائهم ..
ولهم عدد من الكتب الدينية وهي الكتاب المقدس كنزا ربا وهو يجمع صحف ادم وشيت وسام وكتاب دراشة أد يهيا وفية حكم ومواعظ يحيى بن زكريا وكتاب الأنفس وكتاب القلستا وفية تراتيل طقوس الزواج وكتاب النياني وهو كتاب الصلاة والأدعية عندهم وغيرها من الكتب ،
إما أركان ديانتهم فهي على خمسة أركان وهي التوحيد والتعميد والصلاة وهي فرض واجب تؤدى ثلاث مرات في اليوم والصيام وهو نوعان الصيام الكبير وهو الامتناع عن كل الفواحش والمحرمات والصيام الصغير وهوالآمتناع عن تناول لحوم الحيوانات وذبحها في 36 يوم في السنة ، والصدقة ..
ومن عادات الصابئة : أنهم يطلقون لحاهم وشواربهم ويرتدون اليشاميغ الحمراء والعقال ، ويتبادلون التحايا بينهم بكلمة ( الله بالخير) ، ومن أشهر المهن التي يمارسها الصابئة : الحدادة والنجارة وصناعة وصياغة الذهب والفضة ، بالإضافة إلى النتاجات الأدبية والعلمية الرائعة ..
ومن أشهر الشخصيات المندائية التي ظهرت على الساحة العراقية والذي يحضرنا ذكرهم الآن هم : ابواسحاق الصابي وزيرا لطائع والمطيع وثابت بن قرة الذي برع في علم الطب والفلك ، والعلامة الدكتورعبد الجبارعبد الله مؤسس جامعة بغداد وساهم في تأسيس جامعة البصرة ، والشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد ، والشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة وغيرهم وغيرهم ... ويتركز الصابئة في المدن التالية بكثافة في بغداد والعمارة والبصرة والناصرية والكوت وديالى والديوانية بالإضافة إلى المهاجرون منهم غالى الدول الأوربية وأمريكا وكندا ..
والصابئة المندائيون هم من سكان العراق الأصليون ومتفق عند الباحثون أنهم عاشوا في بلاد الرافدين قبل الديانة المسيحية باكثرمن 2000 عام .
وبعد هذا وذاك هل ياترى يستحق الصابئة المندائية مقعد يمثلهم في البرلمان أم أنهم لأيستحقون ذلك مع بقية الأقليات الأخرى ؟؟؟؟
حسن الوزني
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته