انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم امس الاول الاحد ، آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي في مدينة قم الايرانية أثر نوبة قلبية.

السيد محمد رضا هو النجل الأكبر للمرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي وولد في كربلاء المقدسة سنة 1379هـجرية، نشأ وترعرع بجوار الامام الحسين \"عليه السلام\" فتعلم منه درس الولاء والتضحية والفداء في سبيل الله عز وجل.

تربى في ظل والده الإمام الشيرازي الراحل فتهذب بأدبه وتعلم من أخلاقه وعلمه.

بدأ دراسته الأولية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم ثم التحق بالحوزة العلمية في كربلاء المقدسة حيث درس مقدمات العلوم الدينية لدى أساتذتها الكبار.

هاجر بصحبة والده إلى الكويت وذلك بعد الضغوط الكبيرة التي لاقتها أسرة الإمام الشيرازي في العراق من قبل نظام صدام.

وفي الكويت واصل دراسته العلمية فقرأ الرسائل والمكاسب على يد عمه المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي وإلى جانب ذلك كان يلقي محاضرات دينية علمية على الشباب المؤمن.

وفي سنة 1399هـجرية هاجر إلى إيران فحل بمدينة قم حيث استمر في دراسة السطوح حتى أكملها وبدأ دراسته العالية على يد والده الإمام الشيرازي وعمه وكبار فقهاء الحوزة من أمثال آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله، والمرجع الديني الشيخ ميرزا جواد التبريزي رحمه الله وغيرهم فنال مرتبة الفقاهة والاجتهاد،بعد تميزه بالبحث الخارج وهي مرحلة التأهيل نحو الاجتهاد.

في عام 1408 هـ شرع بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول على فضلاء الحوزة وكان مستمراً في تدريسه وعطائه العلمي حتى وافته المنية.

كان قمة في الأخلاق والتواضع وكانت البسمة مرتسمة دائما على وجهه وحزنه في قلبه كما ورد في صفات المؤمنين.

تربى في مدرسته العلمية عدد من طلاب العلم الفضلاء وهم اليوم من المدرسين في الحوزات العلمية في مختلف أرجاء العالم.

ترك كتبا علمية منها كتاب (الترتب) وهو بحث أصولي معمق كتبه للعلماء والمجتهدين، وقد نال بسببه عدة إجازات إجتهاد.

ومن كتبه تفسير للقرآن الكريم اسمه (التدبر في القرآن) طبع منه مجلدان

ومن مؤلفاته (الرسول الأعظم ص رائد الحضارة الإنسانية) و(خطب الجمعة) و(سلسلة المهدوية) و(ومضات) وغيرها.

نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.