يواصل المسبار الفضائي فينيکس عملية استکشاف كوكب المريخ والتقاط صور غير مسبوقة للبحث عن مؤشرات لحياة بدائية فيه.

ويقول العلماء ان الشقوق على السطح التي تعكسها الصور تدل على تغيرات تحدث في الجليد الواقع تحته، واعربوا عن اعتقادهم بان الشقوق حديثة لانها ليست مغطاة بالغبار الاحمر الذي يتخلل الغلاف الجوي للمريخ.

ويعتزم العلماء خلال الاشهر الثلاثة المقبلة الحفر في سطح الكوكب، ودراسة عينات من المياه والتربة لتحديد ما اذا کانت الظروف تدعم امکانية الحياة فيه.

وذکر علماء وکالة الفضاء والطيران الاميرکية (ناسا) أنه بعد يومين من هبوط \"فينيکس\" بنجاح على سطح کوکب المريخ أدى خللا لاسلکيا الى ارجاء الاتصال بينه وبين مرکبة فضائية أخرى تدور حول الکوکب الاحمر.

لکن فريق فينيکس سيحاول مجددا الاربعاء أن يبعث أوامر الى المسبار بتحريک ذراعه الالي وهي عملية ضرورية للمهمة لاجراء اختبارات کافية على عينات من المنطقة الجليدية في القطب الشمالي للمريخ لمعرفة ما اذا کان هناك حياة أو ماء على سطح الکوکب الاحمر.

وکان الفريق الارضي قال أمس الثلاثاء انه بعث بأوامر بنقل الذراع الى مرکبة الفضاء \"مارس ريکونيسانس أوربيتر\" (الاستطلاع) التابعة لناسا والذي سينقلها بدوره الى المسبار.

وأضافت ناسا أن مرکبة الفضاء لم تتمکن من ارسال الاوامر الى مسبار الفضاء الذي هبط على المريخ.

وذکر فوك لي مدير مختبر استکشاف کوکب المريخ داخل مختبرات الدفع النفاث التابعة لناسا ان \"فينيکس سليم.. کل شيء على ما يرام\".

وقال مسؤولون ان تفسيرا محتملا للمشکلة هو أن مرکبة الفضاء التي تمثل حلقة الاتصال الرئيسية بين الارض وسطح المريخ وضعت نظام الاتصال لديها في وضع الاستعداد.

وبرغم ذلك التقط القمر الصناعي صورا مذهلة لمسبار الفضاء \"فينيکس\" أزرق اللون الذي هبط على أرض المريخ وأرسلها الى الارض.

يذکر أن للمسبار فينيکس ذاتي التشغيل مهمتان رئيسيتان تتمثل الأولى في دراسة التاريخ الجيولوجي للمياه على سطح المريخ مما سيساعد على فهم طبيعة التغيرات المناخية التي طرأت على الکوکب منذ ملايين السنين.

أما الثانية فهي مبنية على فرضية وجود علامات حياة مجهرية قد تکون وجدت في وقت ما عندما کانت المياه سائلة لذلک اختير موقع الهبوط بعناية في المنطقة القطبية الشمالية على الکوکب الاحمر حيث يوجد سهل ممتد في منطقة الأراضي المنخفضة لا يحوي الکثير من الکتل الصخرية وتوجد فيه کميات هائلة من الجليد تحت السطح تتحول في الصيف المريخي الى سحب من الثلج أي أن الماء يمر من الحالة الصلبة مباشرة الى الغازية.