رغم جهود العتبة الحسينية في سد الحاجة الكبيرة لتوفير مؤسسات متخصصة بعلاج الاطفال المصابين بالتوحد واضطراب النمو في محافظة البصرة التي سجلت اعداد كبيرة من المصابين فيها، ومع سعيها وافتتاحها لمعاهد بمساحات وسعات محدودة وتطوير هذه المعاهد لزيادة استيعابها، تعمل ملاكات العتبة الحسينية المقدسة بجهود متواصلة في مشروع اكاديمية التوحد في البصرة الذي من المؤمل افتتاحه هذا العام والمشيد على مساحة سبعة دونمات ويستوعب (450) طفلا متوحدا، وجهز باحدث المنظومات العلاجية والتعليمية. 

وبين المهندس المقيم لمشروع التوحد في البصرة المهندس علي فياض في حديث لوكالة نون الخبرية ان " مراحل الانجاز وصلت الى نسبة (55) بالمئة من المخطط له ويسير حسب التوقيتات المقررة، حيث انتهت اعمال بناء الهيكل وبناء الجدران ومن الداخل اكملنا اللبخ والبياض والتأسيسات الكهربائية والكاميرات ومنظومات اطفاء الحرائق وحاليا نعمل في الانهاءات بتغليف الواجهة الامامية وباشرنا باعمال الارضيات ورصفها بالبورسلان، والمتبقي من المشروع يخص الانهاءات فقط، ومن المؤمل افتتاح المشروع رسميا خلال العام الجاري".

واضاف فياض ان " المشروع يقع بمنطقة التنومة في قضاء شط العرب شمالي محافظة البصرة، ومساحته الكلية خمسة دونمات اي بحدود (12) الف و(500) متر مربع، ومكون من ثلاث طبقات تبلغ مساحتها البنائية الكلية (9) الآف متر مكعب، وفي الطبقة الارضية يوجد مسبح علاجي مساحته (97) متر مربع فيه مواصفات خاصة تتعلق بدرجة حرارة الماء وانارة خاصة وبمستوى مياه محدد، كما يحتوي على قاعة رياضية (GWM)، كما توجد ثلاث غرف عزل علاجية للاطفال مساحة الغرفة الواحدة (47) متر مربع، ومكتبتان مساحة كل منهما تبلغ (78) متر مربع، وتوجد ايضا (3) قاعات لتناول الطعام مساحة كل واحدة منها (103) متر مربع، ويوجد في المشروع (25) صف تعليمي بقياسات مختلفة حسب حاجة ادارة مشروع التوحد وبمساحة كلية تصل الى (2247) متر مربع، وتتوفر غرف (اوتو ميديا روم) وهي غرف مشاهدة افلام وبرامج، وقاعات اخرى للعرض السينمائي ومكاتب الادارة والحسابات والمخازن".

واوضح ان " المشروع يتضمن توفير (22) غرفة لعلاج النطق وطاقته الاستيعابية تصل الى (450) مصاب، وفي البناية مدينة تخيلية مساحتها بحدود الف متر، وتضم وسائل تعليمية كثيرة، ولدينا قاعة اجتماعات كبيرة، كما ستنصب منظومة تبريد مركزية من نوع (Daikin) الرائدة في مجال التكييف، وتوجد منظومة اطفاء حريق متكاملة ومنظومة صوتيات علاجية استوردت من منشئ عالمي وضمن مواصفات علاج المتوحد وحتى الالوان للجدران ضمن مواصفات خاصة وزجاج الشبابيك من النوع المقوى غير القابل للكسر، لاننا نهتم بكون طفل التوحد لديه قوة وقد يضرب الزجاج، وتوجد ايضا منظومة كاميرات المراقبة في القاعات والصفوف ومقتربات المشروع لمراقبة تصرفات الاطفال والمحافظة عليهم، وفي البناية مصعدان بسعات كبيرة".

من جانبها قالت مديرة الدوام المسائي لمعهد الامام الحسين (عليه السلام) لعلاج التوحد في البصرة ضحى صاحب لوكالة نون الخبرية ان" المعهد افتتحته العتبة الحسينية بمنطقة الحكيمية بمحافظة البصرة في العام (2012) ومنذ (13) عام ونحن نعمل في دار صغيرة طاقتها الاستيعابية قليلة لا تتعدى (53) طفلا، نعلمهم في (7) صفوف دراسية متداخلة وكرفانين، وبعد زيارة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى المعهد في شهر شباط من العام الماضي (2022) اوعز بتأجير دار واسعة وفيها متطلبات التعليم التي نحتاجها وبالفعل تم استئجار دار كبيرة مساحتها (600) متر مربع في منقطة البراضعية ولم نضطر الى افتتاح صفوف في الكرفانات، وفيه حديقتان وكل مستلزمات التعليم والرعاية للاطفال المتوحدين، وبعد مطالبات لسنوات عدة تحقق حلمنا وبايعاز من المتولي الشرعي، افتتح الدوام المسائي في المعهد وباشرنا بالعمل في مطلع العام الجاري وانتظم في الدوام المسائي خلال خمسة اشهر (42) طفلا متوحدا، وما زالت اعداد الاطفال المنتظمين في المعهد في ازدياد وكذلك تم تعيين ملاكات كاملة للوجبة المسائية مما ساهم في خفض اعداد الاطفال المسجلين في قوائم الاحتياط للتعلم في المعهد، بعد توصيات الطبيبة المختصة التي تحدد من تنطبق عليهم شروط الانضمام الى المعهد".

واضافت" نحن الان بانتظار افتتاح اكاديمية التوحد التي تشيدها العتبة الحسينية المقدسة في قضاء شط العرب بالبصرة المشابهة لأكاديمية السبطين في كربلاء المقدسة لنتمكن من استيعاب اكبر عدد من اطفال التوحد في البصرة ونحل ازمة ازدياد الاصابات بمرض التوحد في البصرة، حيث ذكرت الاحصائيات ان (5 ــ 7) حالات اصابة بالتوحد تسجل يوميا في البصرة يتم تحويلهم من الاطباء واغلبهم يقبلون على معهدنا للتسجيل، لما حققه من سمعة طيبة وخبرات للمدربات والنتائج المتميزة لتخرج الاطفال من معهدنا، وننتظر بشغف افتتاح الاكاديمية خلال العام الجاري بعد ان اسهمت العتبة الحسينية بحل ازمة اطفال التوحد والحراس والخدميين والخريجات الجديدات لاختصاص علم النفس واصبحت الفتيات يبحثن عن دراسة هذا الاختصاص للحصول على فرصة عمل في تلك المؤسسات". 

تيسير الاسدي ــ قاسم الحلفي ــ البصرة

تصوير ــ علي فتح الله