تساءل موقع "أويل برايس" الأمريكي المتخصص بأخبار النفط والطاقة عما إذا كان بمقدور العراق القيام بـ"قفزة هائلة" وتحقيق زيادة كبيرة بنتاجه النفطي ليصل الى 7 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2027، وتحدي الهيمنة السعودية في قطاع الطاقة إقليميا.
وبعدما أشار الموقع الأمريكي الى تصريحات تصدر عادة حول رفع مستوى الإنتاج بملايين البراميل يوميا، ما يدفع المحللين المخضرمين الى تحليل الحقائق والارقام للوصول إلى الخلاصة نفسها وهي أن بالإمكان تحقيق ذلك وإنما ليس من دون بعض التغييرات الأساسية في قطاع صناعة النفط العراقي، لفت إلى أن المدير العام لشركة تسويق النفط "سومو" علاء الياسري قال مؤخرا ان العراق يستهدف الوصول الى 7 ملايين برميل بحلول العام 2027.
واعتبر التقرير، ان ما قد يجعل الأمر مختلفا هذه المرة هو ان العراقيين يركزون على زيادة الإنتاج من حقلين نفطيين رئيسيين، هما حقل الرميلة وحقل غرب القرنة - 2، حيث يكون لدى الدول التي تعمل بهما كل الأسباب لإنجاح الزيادات المخطط لها.
وبعدما ذكر بالانسحاب المتسرع لشركة "ايكسون موبيل" وغيرها من العراق، اشار الى ان وكالة "الشفافية الدولية" في منشوراتها حول الفساد، تدرج العراق بين أسوأ 10 دول من أصل 180، من حيث حجم الفساد ونطاقه، مؤكدة ان "عمليات الاختلاس الضخمة والاحتيال في مجال المشتريات وتبييض الأموال وتهريب النفط والرشوة البيروقراطية الواسعة، تسببت بوصول البلاد الى قاع تصنيفات الفساد، والى تأجيج العنف السياسي واعاقة بناء الدولة وتقديم الخدمات بشكل فعال".
كما تتحدث "الشفافية الدولية" عن أن "التدخل السياسي في سلطات مكافحة الفساد وتسييس قضايا الفساد وضعف المجتمع المدني وانعدام الأمن ونقص الموارد والأحكام القانونية غير المكتملة، تعرقل بقوة قدرة الحكومة على كبح الفساد المتصاعد بنجاح".
وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير الأمريكي إلى أن العراق أطلق في العام 2013، "استراتيجية الطاقة الوطنية المتكاملة" (INES)، والتي كانت بمثابة صياغة لثلاثة ملامح لإنتاج النفط مستقبليا، والتي كان من بينها سيناريو زيادة قدرة الإنتاج لتصل إلى 13 مليون برميل يوميا (في تلك المرحلة بحلول عام 2017) ، مع الاستمرار بهذا المستوى لمدة 5 سنوات ثم تخفيض الإنتاج بعد ذلك تدريجيا الى حوالي 10 ملايين برميل يوميا.
أما السيناريو الثاني فكان يتعلق بالمدى المتوسط بحيث يصل الإنتاج إلى 9 ملايين برميل يوميا (في تلك المرحلة بحلول العام 2020) ، بينما كان السيناريو الاسوأ هو ان وصول الإنتاج الى 6 ملايين برميل يوميا (في تلك المرحلة بحلول عام 2020)، مشيرا الى ان التقديرات الرصينة تتحدث عن أن موارد العراق غير المكتشفة تبلغ حوالى 215 مليار برميل.
ولفت إلى أن الصين وروسيا تأخذان حاليا زمام المبادرة في تطوير حقلي الرميلة وغرب القرنة 2 على التوالي، مشيرا إلى أن في منتصف الشهر الماضي، جرى توقيع شركة صينية عقدا بقيمة 386 مليون دولار للهندسة والمشتريات لبناء منشأة لمعالجة النفط في القرينات لتطوير الإنتاج في الجزء الجنوبي من حقل الرميلة أكبر حقل نفط في العراق.
واعتبر التقرير ان الامكانات المتبقية في المنطقة ما زالت كبيرة لأن حقل الرميلة برغم أنه أنتج بالفعل حوالي 80 % من إجمالي إنتاج العراق النفطي حتى الآن، فانه الى جانب حقل كركوك، لديه نحو 17 مليار برميل في الاحتياطيات المؤكدة.
وأوضح التقرير؛ أن المشروع يدار بشكل مشترك حيث تمتلك فيه شركة "بتروتشاينا" الصينية التي تعتبر الذراع لشركة البترول الوطنية الصينية المملوكة للدولة، حصة تبلغ 46.37 %.
وأضاف أن المستهدف من حقل الرميلة كان إنتاج 2.1 مليون برميل يوميا على الاقل، مقارنة بـ 1.4 مليون برميل حاليا، أي ما يتطلب زيادة 0.7 مليون برميل في اليوم.
ونقل التقرير عن مصدر مقرب من وزارة النفط العراقية قوله إن الصين تعتزم خلال الشهور الستة المقبلة زيادة قدرات ضخ المياه في حقل الرميلة بشكل كبير.
وتابع: أن تعزيز القدرات هذا سيضاف إلى عمليات التطوير الناجحة التي جرت لمحطة معالجة المياه في قرمط علي من قبل الشريك الكبير الآخر في الحقل هو شركة BP (بحصة 47.63%)، مضيفا أن مرفق معالجة المياه بامكانه الان معالجة ما يصل إلى نحو 1.4 مليون برميل في اليوم من مياه النهر، مما يتيح استخراج كميات أكبر من النفط من خزان مشرف في الحقل (وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الكمية التي تم استخراجها في العام 2010).
واشار الى ان التقديرات تتحدث عن حاجة حقل الرميلة الى حوالي 1.4 برميل من المياه لكل برميل نفط يتم انتاجه من شمال الحقل، بينما تتطلب مجموعة خزانات مشرف في الجنوب، نسبة ضخ مياه أكبر بكثير من أجل دعم عملية الإنتاج.
أما بالنسبة الى روسيا، تم تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج النفط من غرب القرنة 2 في أيار/مايو العام 2019.
ولفت التقرير؛ إلى أن الحكومة العراقية طلبت من شركة "لوك اويل" زيادة الإنتاج من غرب القرنة 2 من 400 ألف برميل يوميا إلى 480 ألف برميل يوميا، ثم اضافة 650 الف برميل اخرى على الاقل لاحقا، حيث ان هدف الإنتاج للمرحلة الثالثة يستهدف 1.13 مليون برميل يوميا.
وفي الخلاصة، اعتبر التقرير الاميركي ان بامكان العراق الاعتماد على 0.25 مليون برميل اضافية يوميا من حقل غرب القرنة 2 في غضون أسابيع، وتابع قائلا انه اذا تمت اضافة هذه الكمية الى ال 0.7 مليون برميل يوميا الاضافية الاخرى من حقل الرميلة، فإن ذلك سيقود إلى زيادة إجمالي إنتاج العراق من النفط بمقدار 0.95 مليون برميل يوميا في خلال أشهر.
وختم بالقول انه إذا أضيف هذا الى رقم انتاج اكتوبر/تشرين الاول البالغ 4.561 مليون برميل يوميا، فسيكون هناك 5.511 مليون برميل يوميا ، ما يعني أنه يظل أمام العراق 1.489 مليون برميل يوميا للوصول الى المستوى المستهدف البالغ 7 ملايين برميل يوميا.
واعتبر التقرير الامريكي بانه "بالنسبة لبلد غني بالنفط، فانه هدف من السهل الوصول إليه، ويشكل خطوة صغيرة، فبالنسبة لبلد مثل العراق، سيكون ذلك قفزة هائلة".
المصدر: وكالة شفق نيوز
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق