جاء مع والدته المريضة من محافظة نينوى وتحديدا من حي الشيماء في مركز مدينة الموصل بعد ان انفق اكثر من 85 مليون دينار عراقي على علاج والدته المصابة منذ اكثر من سنة باورام سرطانية، وضاقت بهم السبل فالتكاليف كبيرة جدا وهم عائلة تعيش الكفاف، فباعوا دارهم وسيارتهم الشخصية وانفقوها على العلاج لكن دون جدوى، وما ان سمع بمبادرة كوثر الزهراء التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة لعلاج المرضى ومنهم المصابين بالاورام السرطانية مجانا حتى سارع للمجئ الى مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام وتلقى مختلف انواع العناية والرعاية. "كبر الامل ودخل الاطمئنان الى قلوبنا ونحن ندخل بوابة المؤسسة التي سبق حسن الاستقبال والتعامل الانساني العلاج فيها"، هكذا يصف الموصلي ريان محمود ابراهيم حاله وحال والدته،
ويضيف "ابلغني صديق لي من كربلاء يعرف بحالة والدتي عن مبادرة كوثر الزهراء عليها السلام التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة والتكفل بعلاج المرضى مجانا والمؤسسة المتطورة بعلاج مرضاها فجئت مسرعا، بعد ان تعبنا من المراجعة في عيادات ومستشفيات في محافظتي اربيل والسليمانية والاردن وكنا ننفق مبالغ كبيرة جدا وابسطها ان اجرة النقل فقط ذهابا وايابا من الموصل الى احدى تلك المحافظتين تبلغ 200 الف دينار"، فضلا عن "المكثوث في الفندق بأجرة 50 الف يوميا واجور الطعام لتصل تكلفة مكوثنا فقط حوالي 600 الف دينار بدون العلاج واجور الاطباء".
يتنهد ريان ويشرد قليلا بذهنه وهو يستذكر ما مر بهم ويكمل ان "مبيت امي في المستشفى لليلة واحد كان يكلفنا 150 الف دينار، وفي كل مرة نذهب الى العلاج ننفق بحدود مليوني دينار، ولكوني من متوسطي الدخل اضطررت الى بيع دارنا بمبلغ 72 مليون دينار وسيارتي بمبلغ 10 ملايين دينار وانفقتها جميعها على العلاج، بعد ان استمر لمدة سنة كاملة، بسبب عدم اعطائنا وعدا حقيقيا لتلقي العلاج الكيمياوي من تلك المستشفيات التي لا تهتم لضروف المرضى وعائلاتهم او خسائرهم المادية، وكنا نحصل فقط على مواعيد وكانت والدتي تعاني كثيرا من الآلآم خلال رحلات السفر وتتورم ارجلها، كما عانيت انا من تخلفي عن الدوام بعد استنفاذ رصيدي من الاجازات الاعتيادية كوني اعمل معلما وحاليا تركت الصف الذي ادرسه واحرجت ادارة مدرستي".
ويضيف اننا "ذهبنا الى الاردن واجرينا عملية استئصال رحم بعملية جراحية كلفت 15 الف دولار بما يعادل اكثر من 22 مليون دينار عراقي، ولم نتمكن من البقاء لتلقي علاج الاشعاع، وتبسم حينما جاءته البشرى من صديقه الكربلائي، ويشدد شعرنا بالسعادة من ابواب المؤسسة حيث وجدنا فيها ملائكة رحمة واهل انسانية فاستقبلنا افضل استقبال ووجدنا فيها نظاما طبيا عالميا من كل النواحي، فالاوقات محددة كالسيف الكل يلتزم بها بل وحتى المريض وذويه تعلموا كيف تجري الامور بدقة"، فضلا عن"توفير احدث التقنيات العالمية والنظافة التي تشعرك بأنك في مستشفى عالمي، واجريت الكشوفات والفحوصات ولم يتبقى الا نتيجة تحليل الدم لتتلقى والدتي العلاج الكيمياوي مع التطمينات التي ابلغنا بها الاطباء بأن حالة والدتي ستتحسن كثيرا وستشفى بعد تلقيها العلاج، ويرفع يده الى السماء ويدعوا الله بالتوفيق للقائمين على هذا المشروع ولاهالي كربلاء الذين اغدقوا علينا بالكرم ومنهم صديقي واقربائه الذين رفضوا ان ابيت في احد الفنادق فنقلوا امتعتي الى بيوتهم وسخروا سياراتهم وابنائهم لخدمتنا، بينما تكفلت العتبة الحسينية المقدسة بتسديد كل اجور المستشفى والعلاج ولاول مرة تبقى الاموال التي اقترضتها من اقاربي في جيبي، متعهدا بنقل كل ما لقيه من رعاية واهتمام وحفاوة الى اهالي الموصل ليعرفوا ان بركات الإمام الحسين عليه السلام للإنسانية بأجمعها وان من يريد لمريضه الشفاء فليأتي الى مؤسسة وارث العملاقة فسيجد ضالته فيها".
قاسم الحلفي ـ كربلاء المقدسة
تصوير ـ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟