حدد وزير المالية، علي عبد الأمير علاوي، اليوم الخميس، أمرين سيحصلان في حال عدم ارتفاع أسعار النفط، فيما تحدث عن الفساد الموجود داخل مؤسسات الدولة، وثمن تبادل مواقع وظيفية ثانوية عند مخفر حدودي.
وقال علاوي في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية، إن "اقتصاد العراق ينخره الفساد لحد كبير، لدرجة ان تبادل مواقع وظيفية ثانوية عند مخفر حدودي يكلف مبلغا قد يصل الى 100,000 دولار او أكثـر".
وبشأن الجهود المبذولة من قبل الحكومة لإدخال إصلاحات، قال علاوي إنه "ليست هناك إنجازات سريعة"، مشيراً إلى "احتمالية بقاء الاقتصاد بأزمة كامنة طويلة ما لم يصل سعر النفط الى 70 دولارا للبرميل ولفترة متواصلة"، داعياً إلى "تقليصات في الانفاق العام لما تشهده البلاد من تناقص بالموارد".
وأشار علاوي إلى أن "ما وصل للخزينة العراقية من مستحقات المعابر الحدودية السنوية البالغة 8 مليارات دولار، هو عُشر واحد فقط منها، على النقيض من الاردن التي تتلقى 97% من واردات معابرها".
ولفت إلى أن "المخافر الحدودية منخورة بالفساد لدرجة بحيث أن تسليم وظيفة كاتب ثانوي لآخر عند بعض المخافر، قد تتم مقابل ما بين 50,000 الى 100.000 دولار، وفي بعض الاحيان يتصاعد المبلغ أضعاف ذلك".
ووفقاً للصحيفة البريطانية، "شبه علاوي وضع العراق كما هو الحال عند قدوم موسم الجفاف لبركة ماء في افريقيا، بقوله: حيث تصبح فيها السمكة مسعورة لقلة معدلات الاوكسجين... كثير من هؤلاء الناس لا يعرفون كيف يستخرجون أجرا من هذه البركة المتضائلة".
وتابع علاوي قائلاً: "لو افترضنا أن أسعار النفط لن ترتفع، فإن أحد الأمرين من المحتم أن يحصل.. أما أن نتبع نهج فينزويلا ويصبح اقتصادنا نفطيا يقودنا للإفلاس، أو ان نشد أحزمتنا".
ومضى الوزير قائلا: "لن يذهب أحد الى خيار شد الاحزمة، ولكن هناك إقرار لا شعوري بضرورة إجراء تغيير"، مبيناً أن "المعدلات الحالية للإنفاق العام لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه".
وأكمل نائب رئيس الوزراء: "أود أن أقول إن الأمر يتطلب عند مرحلة معينة من شخص ما أن يقول كلا، وأعتقد أنه من منطلق مسؤوليتي أن اقول كلا، ولكن عند نقطة معينة بإمكانك أن تقول، كلا، فقط ومن ثم سيكون ردهم لك بكلمة كلا".
وأوضح، أن "كثيراً من مشاكل البلاد في وضع شائك، واينما كانت هناك مشكلة تتطلب حلا توجد هناك مصلحة راسخة فيها، بعض الاحيان تكون تلك المصلحة قوية جدا بحيث تقف حجر عثرة امام الحل".
واستدرك علاوي قائلاً: "قبول العراق بخطة اوبك بتقليص الانتاج دون اخذ المنظمة بنظر الاعتبار الاوضاع الاقتصادية والسياسية للدول الاعضاء، قاربت ان تصل لمرحلة لا تطاق، وأوحت بأن العراق قد يغادر المنظومة".
وفي حواره عن دور القوات الاميركية في العراق، قال علاوي إن "ما يتعلق بأهمية التواجد الاميركي، فانه تحول من كونه عاملا جوهريا للاستقرار الى كونه تواجدا شكليا لحد ما".
أقرأ ايضاً
- عائلة بارزاني على المحك.. هل تطيح "الرئاسة" بأحد أولاد العم؟
- هل يقترب العراق من إنهاء الحظر الأوروبي على طائره الأخضر؟
- تأهيله متلكئ.. الموت يظلل طريق تكريت – كركوك