رغم انه ضابط برتبة عميد في احدى المؤسسات الامنية الا انك يستحيل ان تشعر بهذه الصفة وانت تراه يرتدي دشداشته السوداء ويخدم في موكبه وموكب مرقد ولدي مسلم بن عقيل عليهم السلام، فالبساطة والاخلاق الدمثة وحسن التعامل والكلمة الطيبة وباقي الخصال الحسينية تجمتع في هذا الرجل، الذي ارتبط بالقضية الحسينية منذ نعومة اظفاره، واصبح ضابطا وشاعرا ورادودا حسينيا وخادما لزوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام.
الحسين غاية ووسيلة
يقول السيد باسم طالب عباس -وهو من خدمة ولدي مسلم بن عقيل عليهم السلام- في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "حب الحسين (ع) يولد مع الانسان المؤمن وعندي عاطفة جارفة تجاه القضية الحسينية ولم استطع ان ابتعد عنها مذ كنت ضابطا صغيرا بالجيش العراقي السابق، ورغم خطورة الاوضاع حينها فيما يتعلق بالربط بين حب الحسين والانتساب الى مؤسسة عسكرية، لكن عندي الحسين (ع) غاية لانه سفينة النجاة وهو الوسيلة التي تنجيني من الطغاة وتقودني للنجاة"، ويستذكر احد المواقف الصعبة التي مر بها "عندما شاركت عائلة اخته في الانتفاضة الشعبانية وفرت الى خارج العراق واصبحت مطلوبة امنيا، وكنا نجبر على ملئ استمارة المعلومات الامنية ولابد ان اجيب على سؤال (هل لديك اقارب خارج العراق؟) وكنت اكتب كلا بعد ان اقول (يا حسين)، واستمرت الحالة لسنوات دون كشف الامر وجاء يوم واذا احد مخبريهم القذرين يكتب عني تقرير للاستخبارات مكون من 18 مؤشر امني سلبي يتهمني بالتآمر والسكوت عن الخونة، واستدعيت الى جهاز الامن الخاص عام 2001 وتوجهت الى ابي عبد الله الحسين عليه السلام ودعوته بفكاك رقبتي من الظلام بعد ان وطنت نفسي على الشهادة واوصيت عائلتي بكل المتعلقات واهمها وهي عدم ترك خدمة الزائرين مهما حصل لاننا كنا نخدم زائري الحسين عليه السلام في مرقد محمد وابراهيم ولدي مسلم بن عقيل عليه السلام، واستمرت التحقيقات معي لفترة من الزمن ولمرات متعددة، ودخلت الى سرداب ولدي مسلم وناجيتهم وبكيت هناك وبعدها كنت (بلا مبالغة) اقف امام المحققين بشموخ وشجاعة ولم انكر ما حصل مع بيت اختي، وبعدها بايام انتهت قضيتي ونسي ملفي ولم يرسل علي احد لحين سقوط النظام الدكتاتوري.
خدمات متعددة
هذا الضابط كما يعمل في وظيفته بجد وهمة واخلاص يشهد له الجميع بذلك، يعمل بتفاني والتزام كامل بالخدمة الحسينية فهو تعلم من الحسين (ع) انه الحق والدفاع عن المظلوم وتضحية وفداء فاعطى كل ذي حق حقه ولم اظلم احد ابدا، فهو يخدم في موكبهم العام في مرقد ولدي مسلم، ولديه موكب السيدة رقية عليها السلام في حديقة بيته القريبة حيث نصب خيمة للرجال يقدم فيها الطعام لخمس وجبات والمبيت والحمامات ونصب غسالتين لغسل الملابس ويعمل معه اولاده على مدار اليوم، وخصص جزء كبير من بيته لخدمة الزائرات من النساء حيث تقدم نفس الوجبات والخدمات لهن، وتتبني زوجته العلوية "ام بهجت" وبناتها خدمتهن والسهر على راحهتن، وبات بيته وموكبه مقصدا للكثير من الزائرين من مناطق الصويرة والنعمانية والكوت والحي وكلهم من محافظة واسط حيث طريق مرور الزائرين من هناك الى كربلاء المقدسة ويستضيف خلال خمسة ايام تقريبا 700 زائر وزائرة".
حضور دائم
لم تمر مناسبة واحدة على مر عقود من الزمن وانقطع هذا المحب الحسيني عن الخدمة في المواكب التابعة لهم، وفي احلك الضروف، ويؤكد ان الله دائما ما يسهل لي الامور من خلال ارسالي او تكليفي بواجبات ومهام كبيرة وجسيمة انجزها دائما قبل حلول الزيارة الاربعينية بيوم او يومين، ومنها ان هذا العام كلفت بمهام عملت بها بتواصل لمدة اربعة ايام ولم انم الا ساعة او ساعتين، وتيسر امر حضوري، كما ان قادتي من الآمرين يعرفون أني من خدام ولدي مسلم بن عقيل ولدينا مواكب وانا رادود حسني اقيم مجالس عزاء وانشد قصائد حسينية، ولدينا في منطقتنا تقليد بأن تخرج كل عائلات المنطقة نساء ورجالا واطفالا وشيبا وشبابا مجتمعة في يوم الاربعين في مسيرة مهيبة وفيها قصائد ولطميات ودوري فيها محوري، كما اني شاعر حسيني انظم الشعر واقراه، ولديمومة الخدمة الحسينية رزقني الله بشراء قطعة ارض بمبلغ 25 مليون دينار ادعوا الله ان اشيدها حسينية تكون خدمتها مستمرة على مدار السنة.
قاسم الحلفي - المسيب / بابل
تصوير: صلاح السباح
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)