موكب مرتب بشكل لافت للنظر خدامه يعملون بصمت كخلية نحل يقدم الخدمة على مدار 16 ساعة يوميا ينتقي اصحابه اكلات تسر الناظرين وتلائم ذائقتهم، النظافة وتطبيق توصيات الجهات الصحية والمرجعية الدينية العليا في استخدام احترازات الوقاية هي عنوان عملهم، مضى عليه 16 عاما وخدمته تكبر وتتوسع حتى وصل لخدمة ارقام عالية من الزائرين انه موظفوا شركة التأمين الوطنية.
موظفين ومتقاعدين
حسين جاسم محمد عضو مجلس ادارة التأمين الوطنية مدير فرع بغداد مسؤول الموكب، يقول لوكالة نون الخبرية، قمنا بتأسيس الموكب بعد استحصال الموافقات الرسمية من ادارة الشركة، لاسيما ان موقع الشركة قريب جدا من العتبتين المقدستين، واغلبنا مفصولين سياسيين كنا محرومين من اداء الشعائر ومطاردين ومسجونين، وخصص لنا مدير الشركة مبلغ من الشركة ومبلغ من ماله الخاص مع مجموعة من الهدايا توزع للزوار فيها نصائح وحكم ومنشورات ترويجية وتفيد الزائر.
الموكب باشر بالخدمة في العام 2004 بعد التحاق الكثير من الموظفين والمتقاعدين، واصبح يقدم نوعين من الخدمة منها للزائرين واخرى لموظفي الشركة من كل المحافظات، ولان اكثر ما يحتاجه الزائر هو المبيت، لذلك تم استغلال المساحة البالغة 2500 متر لمبنى الشركة وتم انشاء قاعة كبيرة مع مرفقات تكون مخزنا لمعدات وادوات الطبخ في الايام العادية وقاعة لمبيت الزائرات من موظفات في الشركة في الزيارة، باقي اقسام الشركة خصص لمبيت الزائرين من موظفي الشركة.
تطوير الخدمة
اصحاب الموكب استقطبوا اشخاص متخصصين بانواع محددة من الاطعمة ليستطيعوا تقديم اكبر عدد منها للزائرين، فتمت الاستعانة بموظفين طباخين من موكب الشركة بمدينة الكاظمية، لان الموكب يقدم الكباب المشوي من العصر الى منتصف الليل وتذبح عجلين او اربع يوميا يعطي من 250 ــ 500 كيلوغرام من اللحوم لصنع الكباب المشوي يوميا، وبدأ الموكب بوجبات قليلة والشاي ثم تطور الى توزيع الشوربة مع الفجر واجبان ومربى في الصباح والتمن والمرق واللحم في الظهر والخبز الذي يستمر انتاجه على طول الوقت، ثم بعد الغذاء تقدم وجبة تشريب عظام اللحم وفي وقت العصر يقدم عروك اللحم ولبلبي وباقلاء، ثم من المغرب الى منتصف الليل يقدم الكباب المشوي، ونستطيع القول ان خدمتنا التي تستمر لمدة 10 ايام تقدم الى حوالي 25 الف زائر.
مشاركة نسائية
منذ تأسيس الموكب قرر اصحابه ان يكون للنساء من موظفات الشركة دورا حيويا بالخدمة، لان كثير من الاطعمة تحتاج الى لمسات النساء، كون الموكب يقدم وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسة تكون النساء مكلفات بتحضيرها.
وتقول الموظفة نجاة علي اكبر في حديث لوكالة نون الخبرية، ان الخدمة شرف لنا ونحن نقتدي بالعقيلة زينب عليها السلام في التصدي والتعاون مع اخوتنا وابنائنا الرجال لمشاركة الحزن والمواساة، وافضل شيء نقدمه هو خدمة الزائر للحسين لانه ليس ضيفا علينا، مبينة ان الخدمة الحسينية اثرت فينا وفي عائلاتنا وفي تصرفاتنا واصبحت قوتنا من قوة زينب سلام الله عليها، ونحن عندما نصنع ونقدم الطعام للزائرين يدخل الفرح الى قلوبنا رغم انها مناسبة حزينة، وتشاركها زميلتها في العمل والخدمة "منى عبد الصاحب محمود"، التي استمرت بهذه الخدمة منذ 16 عاما انها وزوجها المتقاعد يودعون ابنتهم الوحيدة لدى امها ويقفلون دارهم ويوطنون انفسهم للخدمة الحسينية، وانها تشعر بأنه واجب لا يمكن التخلي عنه، مشيرة الى انها لا تشعر بأي تعب خلال خدمة الزائرين في الموكب وفي قاعات المبيت بل بالعكس يعملن من ساعات الفجر الاولى الى منتصف الليل بهمة ويقدمن ارقى المأكولات التي انتشرت صورها بين اصدقائنا وفي مجموعات التواصل الاجتماعي، لان فرصة ان أكون موظفة وخادمة للحسين عليه السلام لا تحصل عليها المرأة الا بتوفيق من الله تعالى.
وتشاطرهن زميلتهن الثالثة هيفاء كاظم بالقول: ان الموكب يستقبل زائرين من دول الخليج العربي وباقي الدول العربية والاسيوية، مبينة انها تخبز يوميا خمسة اكياس طحين وتنتج 1250 قرصا من الخبز، ولديها ام مريضة تتركها عند اختها لتأتي الى الخدمة في الموكب الحسيني، وكانت تدعو الله بشفاعة الإمام الحسين عليه السلام ان يسهل امر تعيينها فتحولت من العمل بالاجر اليومي الى العمل بالعقد المؤقت ببركات الإمام الحسين عليه السلام.
قاسم الحلفي - كربلاء
تصوير: احمد القريشي
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق