جبلوا على خدمة الزائرين منذ سقوط النظام الدكتاتوري المباد والى الآن وما ان اعلنت المرجعية الرشيدة فتوى الجهاد الكفائي لمقاتلة عصابات داعش الارهابية وتحرير المحافظات والمدن المغتصبة، حتى شمروا عن سواعدهم ليدعموا ساحات الجهاد بمختلف الامور اللوجستية على مدى اربع سنوات، ثم تنخوا مرة اخرى ليدعموا المؤسسات الصحية في قضائهم بمختلف المساعدات لنصب مراكز شفاء او تجهيز ادوية او معدات او اوكسجين، وساهموا في انقاذ الاف الرواح، مع كل تلك التضحيات لم يتركوا دورهم الكبير في كل عام بنصب مواكب الخدمة الحسينية في قضاء الجبايش، ورغم تداعيات ازمة جائحة كورونا على جميع المواطنين وقلة الارزاق الا نهم اتخذوا تدابير اتسمت بالايثار والتضحية لغرض ديمومة خدمة المسيرة الاربعينية المقدسة.
بيع المواشي
يبين الشيخ حمزة عبد الامير حمود الاسدي (55 عاما) صاحب موكب انصار القاسم للدعم اللوجستي، لوكالة نون الخبرية، انه مع انطلاقة الفتوى المباركة للجهاد الكفائي تحولنا الى موكب اغاثة وكلما حصلت ضروف تتطلب الدعم والاغاثة لبينا النداء، حيث دعمنا المقاتلين وكنا نرسل الشاحنات المحملة بمختلف المواد لمدة اربع سنوات متواصلة، بتكاتف من ابناء القضاء، فضلا عن ابنائنا الذين قاتلوا مع اخوانهم العصابات الارهابية الداعشية ودحروهم، ثم اتجهنا بعملنا خلال انتشار وباء كورونا الى اغاثة المصابين ومساعدة الجهات الصحية على اداء عملها عبر العمل خلال تسعة اشهر كون الوباء فتاك وخطير وظهرت اصابات كثيرة في مناطقنا واصبحت الارزاق محدودة وحالات المعيشة لمختلف اهالي القضاء ضعيفة، وهي حالة تاثرت بها كل المحافظات وامكانيات مكافحة الوباء من قبل المؤسسات الصحية كانت محدودة، فوقف اصحاب الموكب موقفا مشرفا بالتعاون مع ابناء القضاء وتم افتتاح مركز شفاء في نصب الشهيد عندنا وتحول الى مركز حجر ومعالجة بعد نصب وتجهيز كل مستلزمات المعالجة المتمثلة بالأسرة وقناني الاوكسجين والثلاجات، وكنا نعتقد ان زيارة العاشر من المحرم والاربعينية لن تتحقق بسبب تصاعد اعداد المصابين وضيق الحال وقلة الارزاق، لكن الامور تغيرت بعد اداء المؤمنين لزيارة العاشر من محرم الحرام باعداد مليونية، فتعاهدنا على نصب الموكب هذا العام مهما صعبت الضروف وجمعنا مبالغ من المال لا تسد يوما واحدا وموكبنا يستمر لمدة ثمانية ايام، وقام احد اصحاب الموكب ببيع جاموسة يملكها ليدعم الموكب بمبلغ كبير وقام اكثر من عضو من اصحاب الموكب ببيع حاجيات متعددة من بيوتهم لتوفير المال اللزم لديمومة الخدمة الحسينية.
اقترض ليدعم الموكب
عباس فاضل وضع في زاوية حرجة جدا حيث نجحت زيارة العاشر من المحرم بحضور ملايين المحبين الى مرقد الإمام الحسين عليه السلام، وكانت هي الانطلاقة لإقامة الزيارة الاربعينة وهو لا يملك من المال شيئا لان عمله يومي وتاثر كثيرا بالازمة الاقتصادية وتصرف بسرعة، حيث ذهب الى احد ابناء عمومته من الميسورين ليقترض منه ثلاثة ملايين دينار لسد اجور الموكب والاستمرار بالخدمة الحسينية التي يعتبرها شرفا لكل مؤمن محب لمحمد وآل محمد عليهم السلام.
الدفع بالآجل
في موكب ثورة الامام الحسين عليه السلام وجدنا من النفاق ما يسر الانفس والعيون، حيث تنوع الطعام والفاكهة والشراب، وتوزعت وجبات الطعام الى اربع وجبات يوميا، كل هذا يقول عنه صاحب الموكب علي فاضل حسين من الجبايش بمحافظة ذي قار ان اصحاب الموكب هم من الكسبة والفقراء الذين يعتمدون على وضع صندوق سنوي يجمعون فيه اسبوعيا او شهريا بما يكسبونه من ارزاقهم وبعد توقف اغلب المهن التي تعتمد على الاهوار ضاق الحال وصعب الامر علينا، وما جمعناه خلال الاشهر الثمانية التي اصاب فيه فايروس كورونا البلاد لا يسد الخدمة الحسينية فلجأنا الى الشراء من محال المواد الغذائية واللحوم والبقوليات والحبوب والفاكهة، بطريقة الدفع بالآجل واتفقنا معهم على الدفع على شكل اقساط بعد انتهاء الزيارة الاربعينية وعلى مدى شهور.
مبينا انهم يقدمون لاكثر من الف زائر حسيني وجبتي فطور من الفجر الى الصباح وبينهما توزع الفاكهة وثم وجبات الغذاء بمختلف الاطعمة من الرز والمرق والسمك والدجاج، وفي العصر توزع الحلويات والبسكت والنستلة ثم نصطحب مجموعة من الزوار لاستضافتهم للمبيت في بيوتنا وتقديم مختلف انواع الطعام والشراب لهم، مشددا على انه على يقين أن بركات الإمام الحسين عليه السلام كثيرة وسوف تمكنهم من تسديد ديوننا التي وصلت مبالغها الى اربعة ملايين دينار تقريبا.
قاسم الحلفي - ذي قار
تصوير: خضير فضالة
أقرأ ايضاً
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- لتقيهم برد الشتاء القارص العتبة الحسينية تجهز العائلات اللبنانية الوافدة في سوريا بملابس شتائية(صور)