عاشوا شهورا من الحيرة والقلق والحزن والبكاء، اؤلئك هم عشاق الحسين عليه السلام من الزائرين واصحاب المواكب، فبعد انتشار وباء فايروس كورونا في العراق والاعلان عن اصابات كثيرة في جميع المحافظات وارتفاع الاعداد يوما بعد آخر وشهر تلو شهر، تملك المحبون والعشاق اليأس والقنوط من المساهمة في الخدمة الحسينية او المشاركة في المسيرة المليونية السنوية في زيارة الاربعين، ففرض حظر للتجوال في كل محافظات العراق ومنع التنقل بين المحافظات واصبحت زيارة مراقد الائمة شبه ممنوعة والايام تمضي واعداد المصابين تتصاعد واليأس بدأ يدب في النفوس والالم والحسرة اصبحتا رفيقا للعاشقين، الا أن في قلوبهم يقين بأن الحسين عليه السلام لن ينسى زواره ومحبيه فلابد من فرج بعد عسر وقنوط، فكانت زيارة العاشر من المحرم المليونية لهذا العام بابا لاداء زيارة الاربعين، وفاضت مشاعر العاشقين في احياء يوم الطف ومصيبة كربلاء.
نوبة الحزن والفرح
تملكني شعور بالحزن واليأس وكنت افكر يوميا كيف سابقى في داري هذا العام ولا ازور سيد الشهداء عليه السلام، هذا ما اشار اليه الحاج ناصر المنصوري مضيفا: ولكن في داخلي كان هاجسا يراودني يوميا بأن الفرج لابد ان ياتي، لان الحسين عليه السلام سفينة النجاة وملاذ المؤمنين العاشقين، وخنقته العبرة وهو يقول: كنت ابكي بحسرة وقد تعودت على المسير من محافظة البصرة من منطقة بني منصور نحو كربلاء الشهادة منذ عام 2004 وعمري بلغ الآن 53 عاما وما زلت مستمرا على الوفاء في المشاركة بالزيارة الاربعينية كل عام، وما ان شاركت في زيارة العاشر من محرم وشاهدت الملايين معي، حيث كنت على طول الطريق افكر بأن المنع سيعيق وصولي الى الشباك المقدس لسيد الشهداء، الا ان حالتي اصبحت غريبة ومثيرة لمن جاء معي فانتابتني نوبة من البكاء والضحك من الفرح والحزن فرحا بالزيارة وتجديد العهد مع الإمام الحسين عليه السلام وحزن على مصيبة ابي عبد الله الحسين عليه السلام وعودة الامل بإحياء شعائر الإمام الحسين ونصرة قضيته العادلة.
تحقق الأمل
منذ 16 عاما واضب داود سلمان على المسير من منطقة شط العرب في محافظة البصرة الى كربلاء المقدسة بشوق ليشارك في نصرة امامه الحسين عليه السلام، وهذا العام خيم الحزن عليه وعلى عائلته عندما اجتاح فايروس كورونا العالم والعراق واصبحت الامور مخيفة ولا اخفي امرا ان قلت انني كباقي الناس اتخذت احترازات وقائية كثيرة لي لعائلتي، لكن لا يمضي يوم الا وكان حديثي في بيتي او مع اصدقائي واقربائي عن زيارة العاشر من المحرم والزيارة الاربعينية وهل سيتم منعها ام نتمكن من الزيارة وكيف بنا ان منعنا بسبب صحي منها، وكنت كلما استمعت الى نعي الخطباء ابكي بحرقة على مصيبة الحسين ومصيبة منع الزيارة، لكن الامل برفع المنع عنا كان لا يفارقني لاني على يقين ان الحسين ناصر لدين الله والله ينصر ويؤيد من نصره وجاء الفرج وتحقق الامل ورزقنا الله أداء مراسيم زيارة الاربعين.
الخاتمة والخدمة
اعتاد الحاج جواد طارش عباس من منطقة آل عنيسي البالغ من العمر 74 عاما على نصب موكبه في منطقة هور الحمار منذ عام 2010 وتقديم الخدمة للسائرين على الاقدام نحو كربلاء الوفاء والشهادة يساعده فيه ابناءه واخوته، يشير الى انه عاش شهورا من الحسرة والالم على حرمانه من الخدمة السنوية لزائري الإمام الحسين عليه السلام بعد تفشي وباء كورونا، مبينا انه كان على استعداد لنصب الموكب لانه خصص صندوقا للموكب تجمعت فيه الاموال لكن ماذا يفعل اذا منعت الزيارة ولم يمر به زائرا واحدا، يصفها بايام صعبة ومرة، لاسيما انه طاعن بالسن ويريد انه ينهي ما بقي له من العمر في خدمة الحسين عليه السلام، ويضيف كل يوم ابكي بحرقة وادعوا من صميم قلبي الباري عز وجل بحق الحسين عليه السلام ان يفرج عني وعن كل المحبين هذه المصيبة، وتساقطت دموعه وكفكفها بغترته وهو يقول اخيرا جاء الفرج في العاشر من المحرم وانفتحت ابواب الحسين لملايين المحبين ورزقني الله نصب الموكب وتقديم الخدمة لعشاق الحسين عليه السلام.
ذي قار ــ قاسم الحلفي
تصوير ــ خضير فضالة
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)