- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النظرة الشعبية الى الكاظمي .. لا افراط و لا تفريط !
بقلم: بركات علي حمودي
العراقيون .. ان احبوا احداً .. احبوه بشغف
و ان كرهوا احداً .. كرهوه بسخط
ليس لنا نحن العراقيين اللون الرمادي بين اللونين الابيضُ والاسود
لا نعرف الحياد في الحب والكُره، ولا نستعمل الدبلوماسية في التعامل مع من يحكمنا بعد 2003 .. واقول 2003 لان ما قبلها ما كُنا اصلاً نملك الخيار بالحب و الكُره .. كُنا مُجبرين فقط على التصفيق للقائد الضرورة حين زيارته لمُدننا لنهتف لهُ مُرغمين (بالروح بالدم نفديك يا صخمان) !
اما بعد 2003 فقد تحول الكُره و الحب الى ماركة مسجلة بين فريقين:
فريق يحُب الحاكم و فريق يكره الحاكم و لكلٌ منهم اسبابه .. فأما ان يكون حُباً ابيض متأملاً خيراً بالحاكم ،، او حُباً طائفياً متأملاً انه مختار عصره، او حُباً مصلحياً متأملاً انه فاتح الخزائن لهذا و ذاك!
و الفريق الذي يكره .. له نقيض هذه الاسباب بالضبط .. اي انه ايضاً كُرهٌ وطنيٌ مذهبيٌ مصلحي!
الكاظمي اليوم هو الحاكم .. و ايضاً انقسم الناس بين مُحب و كاره .. و أُضيف لهم اليوم ( المتوجسون الخائفون ) الذين لا يعرفون ما الذي سيفعلهُ الرجل في قادم الشهور وسط حرب الوباء و احزاب السلاح و الشقاء.
هذه الطبقة الجديدة ( المتوجسون ) هم اكثر منطقيةً من المُحبين و الكارهين .. فالحاكم كمدير شركتك مثلاً يستحق ان يكون مديراً لها لانه يملك الكفاءه و النزاهة لادارة اموالك .. و ليس من المفروض ان تُحب مدير شركتك بقدر ان تجد منه العمل و الامانه في العمل .. و ان لم تجد العمل و الأمانة حين ذاك تستطيع فسخ عقده و تخرجه من ادارة شركتك.
هذا مثال بسيط عن دور الحاكم بعد 2003 .. و هذا ما يجب ان يكون .. لكن لم يُطبق هذا الدور لاننا اصلاً لا نملك ثقافة التعامل مع الحاكم بالشكل الصحيح .. لاننا شعوب لا تعرف الا الاسود و الابيض كما اسلفت
و الان لاعود لجدلية الكاظمي و لننظر لنظرة الناس له بعد اسابيع من حكمه ..
و كيف تغير مزاج البعض من الكراهية له الى الرغبة به او حب الحاكم .. او العكس ( و هذه نسبة قليلة عطفاً على متابعة مستمرة ) .. او استمرار المتوجسين بتوجسهم او تغير مزاجهم الى الرغبةِ به حاكماً..
و الاحداث التي ادت الى تغير المزاج كثيرة ولا داعي لطرحها.
لكن يبقى الاهم في هذا الحديث :
ان الشعب العراقي و الشعوب العربية بشكل عام لا تستطيع ان تخرج عن مبدأ ( الرئيس او الملك او الامير )!
هذه الشعوب ان فقدت سطوة الحاكم ( الفعلي ) الذي يأتي عن طريق صندوق اقتراع حقيقي او عن طريق انقلاب ( اصبح مستحيلاً ) او عن طريق الوراثة فأنه يفقد البوصلة الحقيقية كما حصل في العراق عندما يُعين رؤساء الاحزاب و امراء الحرب رئيساً للوزراء و يطالبونه بـ ( التغليس ) على ما يفعلونه ليكون البلد مجرد ساحة لتصفية الحسابات و النهب الحزبي وما رئيس الحكومة الا ( طرطورٌ ) يحكم لاربع سنوات و يُجدد له في حال سكوته على لعب الاضداد !
اذاً .. الكاظمي الحاكم الجديد و يحتاج لاعادة الثقة مع شعبه ليكسب جميع ( الفرقاء الثلاثة في المجتمع العراقي .. محبون و كارهون و متوجسون ) و هذا لن يحدث الا بنجاحه بعمله و شجاعته.
و الاهم من ذلك ان يكون الشعب منطقياً في التعامل معه و ان لايكون مفرطاً بكرهه له او محبته له .. فلا ( الصنمية ) مع الحاكم تُجدي نفعاً لانك ستصنع منه فرعوناً) ان تخيلتهُ عظيماً مثلاً كأنهُ ( اتاتورك زمانه باني تركيا الجديدة ) ،، و افراطاً بالكراهية فأنك ستصنع منه عدواً لن يُفيدك بشيء ان تخيلتهُ فاشلاً مثلاً كأنهُ (غورباتشوف زمانه اخر رؤساء الاتحاد السوفيتي) بل كونوا متوجسين .. لا تُحبوا و لا تكرهوا ..
ساندوه حين يفعل خيراً و حاسبوه حينما يفعل شراً .. ولا ترفعوه للثريا و لا تلقوه في الثرى .. فهو اخر املٌ لكم لانقاذكم من طغمة الفساد و الطائفية و الفشل و المحاصصة .. و ان انقذكم فعلاً .. فأشكروه فقط و اعيدوا انتخابه ان احببتم!
أقرأ ايضاً
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- وقفه مع التعداد السكاني