سامي جواد كاظم
دائما معدن الرجال يظهر في الازمات هذا القول عند عوام الناس اما من يؤمن بتقليد الفقيه الاعلم وبيقين تام فانه يؤمن بمرجعه بان الحلول تكون عنده في الملمات هي السليمة، ولكن تبقى النظرة التي تثير الجدل الا وهي هل المرجع اختصاصه الصلاة والطهارة والحج والخمس ام ابعد من ذلك ، هنا يحاول من لا يفقه بالدين والتقليد ان ينال من المرجعية .
مرجعية السيد السيستاني بما اقدمت عليه من خطوات وبيانات وخطابات منذ سقوط الطاغية الى اليوم ارغمت العالم على الاشارة اليه بالفخر والثناء ، بل ان الذي يجعلنا نفتخر بمرجعية السيد السيستاني هي الحكمة في نوعية الحل والتوقيت والكيفية ، وقد تكون المشكلة في الكيفية لان من هو ملزم بالتطبيق لربما لا يكون امتثاله بالشكل المطلوب .
في العراق مرت ازمات وكانت المرجعية هي حائط الصد لهذه الازمات حتى لا تصل الى العراقيين بما تحمل من اثار سلبية ـ وكان اخرها الوباء كورونا، المرجعية التي ليس لديها الامكانات كما هي عند الحكومات الا انها استطاعت ان تاخذ بزمام المبادرة في احتواء او تقليل اثار هذه الازمة، مع العلم انها من مسؤولية الحكومة ، فبالرغم من اعانتها للفقراء تؤكد على الالتزام بالطب لكي تقول للعالم ان من يقوم باعمال الشعوذة والسحر ليست من ثقافة الاسلام، فالاسلام يحث على العلم وهو اصل العلم وتذكرون عندما اصيب السيد بكسر عظم الفخذ كيف اوكل امره للاطباء ولم يمل عليهم بل قال لهم افعلوا ما ترونه صحيح .
اليوم دور المرجعية في مواجهة هذه الازمة لا يختلف عن دورها فيما مضى من ازمات ، وكل هذه الازمات بين السياسية والاجتماعية والعسكرية واخيرها الصحية وللمرجعية رايها السليم من رجل حكيم وياتي من يناقش حول فصل الدين عن الدولة او ولاية الفقيه ، ولكن السيد السيستاني قال لهم ان ثقافة الاسلام والمتمثلة بمحمد صلى الله عليه واله وثقافة اهل البيت عليهم السلام هي ثقافة النهوض بالانسان ، وان مصطلح الاسلام السياسي او التشيع السياسي مصطلح فضفاض من المنطق فارغ مجرد فلسفة غايتها ابعاد الناس عن خالقها ، وفي ارائه السيد السيستاني جعلهم يتخبطون في اقوالهم وماذا يسمون خطاب السيد هل هو تشيع سياسي ام اسلام سياسي ام سياسي بحت ام اسلامي بحت ؟ لان من وجهة نظرهم الاسلام السياسي مرفوض فاذا كان خطاب السيد خطاب الاسلام السياسي يكون قد فند رايهم وان كان اسلامي فهذا يعني السياسي عاجز عن حل الازمات ، ومقولة فصل الدين عن السياسة تكون خاطئة ، ولا يستطيعون ان يقولوا خطابه سياسي لان مكانته وتخصصه لا يؤيدان ذلك ، وفي نفس الوقت في بعض الاحيان تتعرض المرجعية للنقد بحجة تدخلها في السياسة وهو ليس من اختصاصها .
ملخص الكلام ان خطاب السيد السيستاني هو من صلب الاسلام والاسلام في صلبه الانسان لانه افضل خلق الله ولان الاسلام هو خطاب الله عز وجل وهو خالق الانسان والكون فهو العالم بما يكون عليه الانسان في كل حالاته من حيث ضمان حقوقه وتعريفه بواجباته والله عز وجل يطلع من ارتضى من عباده على غيبه او علمه فينتقل منه (محمد) الى من يسلك طريقه ( اهل بيته ) واليوم نحن نرى ان السيد السيستاني يسير على خطاهم
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة