بقلم:سالم مشكور
عندما تستضيف أحداً في بيتك، فان الاخلاق والاصول يجبرانك على احترامه مهما اختلفت معه.
في مجال الاعلام، فان المقدم أو المحاوِر مجبر على احترام ضيفه مهما اختلف معه في الرأي، فالحوار هو مساحة لإظهار معلومات ومواقف الضيف وليس المقدم.
احترام المقدم للضيف يحقق له:
- ارتياح الضيف وبالتالي عودته الى الحوار في برامج لاحقة.
- تشجيع الضيف على التفاعل والتعبير عن كل مواقفه والحَكَمُ هو المتلقي في تقييم كلام الضيف.
- احترام المشاهدين للمقدم وسعي كثير من الاعلاميين الشباب الى تقليده كقدوة صالحة وبذلك تنتشر مساحة الرقي في الاداء الاعلامي في هذا المجال الحيوي والمؤثر بشدة في اشاعة القيم والأخلاق البناءة.
خلال عملي كمقدم استضفت عشرات الضيوف ممن كنت اعلم ضلوعهم في الارهاب وقتل الابرياء، كنت احشرهم في زاوية ضيقة تفضحهم أمام المشاهد لكن دون تطاول او اساءة له، بعض الضيوف يكتمون بعض المعلومات لكنهم ينفتحون أمام احترامي لهم واسلوب مخاطبتي فيكشفون عما يكتمونه خارج الحوار.
الاعلامي هو قدوة في الاخلاق والاداء وهي معايير مهنية مطلوبة لمن يريد ان يكون اعلاميا نجماً وليس مشهوراً فقط.
الاعلامي الناجح هو من يؤثر ايجابياً في المتلقي وليس تقديم ما يعجب المتلقي.
الاعلامي المهني هو من يترك قناعاته السياسية عند باب مؤسسته ويتصرف بمعايير المهنة ووفق المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية.
أما اذا انساق وراء اهداف المؤسسة المتعارضة مع المعايير المهنية فلن يكون اعلاميّاً حقيقياً.
كثيراً ما اكدت على ذلك للشباب الذين تشرفت بتدريبهم في معاهد عديدة، لكن اغلبهم عجز عن الالتزام بها بسبب أدلجة المحطات التي عملوا فيها وبُعدها عن المهنية.
هنا نحتاج الى التفريق بين المؤسسة الاعلامية ومؤسسات الدعاية السياسية.
أقرأ ايضاً
- القدوة: أحمل مغزلك واتبعني!
- المقومات المرجعية للمواطنة الحقيقية ..خامساً : لا تقتلوا القدوة داخل المجتمع
- منصب القدوة