- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المرجعية الدينية العليا ترفع الكارت الأصفر بوجه عادل عبد المهدي
بقلم: أياد السماوي
خطبة المرجعية الدينية العليا لهذا الأسبوع كانت بمثابة جرس إنذار لحكومة السيد عادل عبد المهدي , وفي نفس الوقت شّكلّت خارطة طريق سليم للإصلاح والنهوض بواقع البلد السياسي والأمني والخدمي , وهي فرصة أخيرة بيد السيد عادل عبد المهدي لتصحيح المسار الخاطئ الذي سار عليه في تشكيل حكومته وطريقة معالجته لبعض الملّفات الخطيرة كملف العلاقة مع حكومة إقليم كردستان الذي تجاوز حدود المنطق إلى اللا منطق , وكذلك طريقة معالجته لموضوع الفساد من خلال تأسيس مجلس بائس تحت مسمى المجلس الأعلى لمكافحة الفساد والذي لم يقدّم ملف واحد من ملّفات الفساد الكبرى حتى الآن.. وهذه أهم ملاحظاتي على خطبة الكارت الأصفر.
أولا / إن استخدام المرجعية الدينية العليا المعروفة بسعة صدرها وحلمها لهذا التوصيف (التكالب على المناصب والمواقع) , قد عكس حالة انزعاج وتذّمر شديدين.. وهذا مما يدعو دولة رئيس الوزراء لإنهاء مهزلة استكمال الكابينة الوزارية فورا , بعيدا عن المحاصصات المقيتة وهذا الصراع اللا أخلاقي على المناصب والذي وصفته المرجعية بهذا الوصف القاسي.
ثانيا / إنّ المرجعية الدينية العليا تدعو رئيس الوزراء للقيام بخطوات عملية واضحة وملموسة للحد من الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ومحاسبة المتورطين بهذا الفساد كائن من يكون , وليس من خلال تأسيس مجلس بائس لذر الرماد في العيون.
ثالثا / إنّ الخطبة قد عكست حالة امتعاض شديدة من استمرار بعض القوانين التي أعطت بعض الامتيازات لبعض فئات الشعب على حساب سائر أبناء الشعب , واستمرار امتيازات المسؤولين الكبار حتى بعد خروجهم من الوظيفة العامة كالبيوت والسيارات والحمايات والمخصصات العالية.
رابعا / إنّ المرجعية الدينية العليا ترى أنّ خطوات الحكومة في توفير الخدمات للمواطنين لا زالت تسير ببطئ ودون المستوى المطلوب , وهذا بسبب توزيع المناصب في الدولة بموجب المحاصصات الحزبية المقيتة وعدم إحلال الرجل المناسب في المكان المناسب.
خامسا / المرجعية الدينية العليا ترى أنّ عدم تشريع قوانين تحدّ من البيروقراطية الإدارية وعدم الانتقال للحكومة الالكترونية سببا لقلة فرص العمل والنقص الحاد في الخدمات , وهذه البيروقراطية هي أحد أهم ركائز الفساد في مؤسسات الدولة.
أنا أجزم أنّ دولة رئيس الوزراء يعلم جيدا أنّ المرجعية الدينية العليا التي أعطت الضوء الأخضر لقبوله رئيسا للوزراء , قد رفعت بوجهه الكارت الأصفر , ويعلم أن ما لم تفصح عنه المرجعية في خطبة الجمعة , أكثر من الذي تمّ الإفصاح عنه , وانزعاج المرجعية بهذا الشكل قد تترتب عليه نتائج تدعم جهود من يسعى لسحب الثقة عن الحكومة , ودولة الرئيس يعلم جيدا أنّ هنالك من يترّبص ويتحيّن الفرص من أجل الإطاحة به.. في الختام أقول لدولة رئيس الوزراء.. اضرب المحاصصات والفساد بيد من حديد ولا تخضع أبدا لأهوائهم ورغباتهم , وضع مصلحة بلدك وشعبك فوق مصلحتهم.. وتيقن أنّ الكارت الثاني لن يكون أصفرا.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود