بلغ التوتر في الخليج ذروته، لكن الإيرانيين والأمريكيين يقولون معا وعلى لسان أعلى المراجع، إن الحرب لن تندلع، وإنهم غير راغبين بخوضها، فلماذا يحافظ قادة طهران وواشنطن على هدوئهم؟!
الخيارات حاليا أمام جميع الأطراف تتراوح بين الذهاب نحو مواجهة كبيرة، وبين فتح قنوات خلفية للحوار.
لكن.. وخلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة لبغداد، يقول مصدر رسمي عراقي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الوزير الأمريكي إلى جانب تحذيراته حمّل المسؤولين العراقيين رسالة إلى الإيرانيين يدعوهم فيها للجلوس بهدوء إلى الطاولة.
وأشار المصدر الرسمي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن العراق يلعب دوراً في محاولة تهدئة التوتر في المنطقة ومحاولة الوصول إلى نوع من التفاهم وإن كان مثل هذا التفاهم لا يبدو قريباً.
وربما تكون معرفة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بوجود قنوات اتصال خفية بين الأمريكيين والإيرانيين هي التي دفعته للإعلان أنه لا رغبة لدى واشنطن وطهران في خوض الحرب.
وقال عبد المهدي، يوم أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لا ترغبان في الحرب، لافتا إلى أن العراق على تواصل مع كلا الجانبين، ويحاول تخفيف التوترات بينهما.
بالتوازي مع الجهد العراقي، رُصدت في الحادي عشر من مايو الجاري طائرة تابعة للديوان الأميري القطري في طهران. وحسب موقع flightradar فإن الطائرة A7-MBK من طراز أيرباص A320 حطت في طهران في الساعة السابعة مساء السبت وغادرت عند العاشرة والنصف عائدة إلى الدوحة.
وفي اليوم التالي نشرت صحيفة عصر إيران خبراً عن زيارة لأمير قطر إلى طهران لكن مصدراً رسمياً إيرانياً نفى لـ"بي بي سي" أن يكون أمير قطر قد زار طهران خلال الأيام الماضية. بيد أن هذا لا ينفي أن شخصية قطرية بارزة كانت في طهران مساء ذلك اليوم، وبناء على العلاقة المميزة بين الدوحة وكل من واشنطن وطهران، قد يكون تبادل رسائل أخرى حاصلا عبر القناة القطرية دون وجود تأكيد على ذلك.
تتسارع الأحداث بشكل لم يعهده الشرق الأوسط منذ سنوات، فيما تبدو إيران كمن لا يتعامل مع التهديدات الأمريكية بجدية، بينما تبذل واشنطن جهداً كبيراً للتأكيد على ما تقول، وبين هذه وتلك ينتظر العالم إما سماع خبر اللقاء الأول أو صدى الرسالة القادمة.
أقرأ ايضاً
- تهديد أم حقيقة؟.. واشنطن تحذر بغداد من عودة داعش
- هل يؤثر خفض استيراد واشنطن من النفط العراقي على واردات بغداد؟
- تهريب نفط إقليم كردستان لتركيا.. أسرار رغم النفي