- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الثريد يغبط السكين ، و ملحد له شذرات من الحسين !
بقلم: فاطمة فرمان
افتش في كل شيء عن كل شيء، مثلا لا على التعيين افتش عن الإنسانية في مواقع التواصل الاجتماعي، و انا بهذا الفضول الذي يلتف حولي انشأت حساب على الفيس بوك بـ اسم وهمي " ليفينيا ".
اسم البلد في الحساب " كندا " و الاصدقاء جميعهم من كندا، ذات مرة تكلمت معي فتاة من كندا لا اذكر اسمها كانت ممثلة على اي حال، قالت لي: من اين ؟ قلت لها: من العراق، قالت: آه العراق بلد الحضارة القديمة ؛ لكنه لا يبدو كذلك! انا زرته ذات مرة من باب الصدفة وجدته خالي من كل مقومات الحياة! أعانكم الرب و انتم هناك، لا سيما و الشمس لديكم أقرب من الغيم في الصيف الملتهب.. عندما سألتها عن عمرها ؛ قالت: المرأة الكندية لا تجيب على هذا سؤال لأنها في شباب دائم.
و انا اتابع المنشورات اليومية بحسابي الوهمي " ليفينيا " كانت اغلبها تدل على البساطة و التواضع و الهدوء و حب المطالعة، كان احد الأصدقاء أسمه " تيليفر " لا يعبد شيء عمره حوالي 40 عاما، متيم بالآثار لا سيما مصر و الأهرامات، لا بد للفضول ان يتفجر هنا و يسأل هذا الرجل عن العرب و ما رأيه بهم و ما موقفه من داعش آنذاك، تكلمت معه، وكان بداية حديثنا عن مصر و شغفه بها، عرج على الاهرامات و طريقة البناء، و عبقرية المهندس القديم، عندما اخبرته انا من العراق، فرح و قال حلمي ان ازور العراق و مصر لأن منهما نبعت الحضارة، و كعادته تيليفر يبعث لي تحية صباحية و صورة لجريدة يومية هو يقرأها كل صباح، ذات مرة و انا في السيارة ذاهبة الى الجامعة طلب مني صورة مباشرة "حيث أنا "، لا أخفي عليكم " ترددت قليلا "،، لأن ارسال صورتي الشخصية صعب و ليس من عاداتنا، ففكرت ان التقط صورة من نافذة السيارة لشارع " كانت ايام شهر صفر و الاربعين على الابواب " فعندما أرسلت له صورة لكنها مخجلة بعض الشيء بسبب كثرة النفايات!! فقال متعجب: كيف هؤلاء البشر يمشون و النفايات تحيط بهم! أحقا هؤلاء بشر!!
تعجب في محله يستوجب التأمل!
سألته ما هو رأيك في داعش! قال: آنسة فاطمة يا حبذا لو يكون حديثنا عن البشر! داعش و امثالهم ليسوا بشر بل اشرار! قلت له حتى ترامب! قال ترامب رجل شرير خطير.
سألته من هم البشر برأيك: قال هم الذين يتمتعون بصفات تميزهم عن باقي المخلوقات، لهم قيم جميلة، يميلون الى الهدوء و الجمال و النظافة، يحبون الخير للجميع، يرفضون الظلم، لهم طقوس خاصة في التعاون، و يحبون بعضهم بعضا، عندهم اتزان و وقار و هيبة،... الخ و للأسف يا آنسة اليوم نحن نفتقد البشر اليوم.
انا اتمعن في كلام هذا الرجل الذي لا يؤمن بشيء و يفكر بتفكير عظيم كأنه قرأ احاديث المعصومين عليهم السلام لا سيما اقوال الامام الحسين عليه السلام،
لماذا نحن دائما نفكر في الطبخ و الثريد و و تنافس بينها و بين التطبير و اللطم! في كل عام من محرم الحرام، لماذا لا نغير هذا الفكر و نأتي بنهج جديد يرضي الحسين! و يجعلنا أسوة لكل الشعوب!
احاديث المعصومين عليهم السلام في كل مكان و في مواقع التواصل و في الكتب و المناهج، لماذا لا نطبق! متى نتحرر من هذه القيود! على قول احدهم متى نقتل هذه الصنمية و ننهض بأرواحنا لنكون بشر لا غير!!!!
لنكون انموذج الى البشرية جمعاء في القيم البشرية التي تميز الانسان عمّن سواه...
التساؤلات كثيرة و مفتوحة لك عزيزي القارئ تأمل كثيرا....
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- وقفه مع التعداد السكاني