- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حكاية أمومة منسية لإمرأة شرقية !
بقلم: فاطمة الركابي
كانت امرأة شرقية الاصل، مغتربة الفكر في ليلة عيد ميلادها الاربعين جالسة وحيدة بزاوية من غرفتها الخالية من صور الحياة... الفارغة من برواز يحمل شهادة النجاح في أجمل المنافسات وهي أن تكون أماً بل وكان من الممكن أن تكون خِيرت الامهات.
برواز في داخله صورة لها ولوليدها كان قد التقط في أجمل اللحظات.
لكنها وهي تدير ببصرها وتنظر من حولها في زوايا كل المكان همست مع نفسها بكلمات، وكأنها كانت تُحدث ضمير الامومة في داخلها الذي غفلت عنه لسنوات طوال!
إذ قالت: أعترف لقد أضعت أجمل أحلام النساء، في أن يَحظين بلحظة امومة، وغفوة طفل على الصدر.
ثم ما أن صمتت لبرهة، عادت وكأنها تصارح وليدها الذي لم تراه لتُسره بصوت خافت قائلة: يا بُني لقد وهن مني العمر، وأشتعل الراس شيبا، ولم ارك!!!
نم...نم قرير العين، لستَ الملام في الامر، بل أنا التي حرمتك من المجيء مبكراً.
لا ادري ربما لأنني لم أكن ممن يحتضن الدمى عندما كنتُ مع البُنيات الصغار.
أجل! اتذكر جيداً كان لكل واحدة منهن دميتها، تحتضنها، ترعاها... كأنهن كن يُمهدن لتحقيق حلم الامومة في الكبر.
أما أنا فلقد كنتُ أجلس بصمت بزاوية اراقبهن عن بُعد، هي تشبه هذه الزاوية المعتمة تماماً، التي تحيطني الان، ولكنني كبرت كثيراً...
نعم! لم تكن لي دميتي...!
ولم أُيقظ في ذهني ذاك الحُلم، ولعلي لذلك لم ارى الامومة في الكبر.
او لعلي كنت أخشى عليكِ من أن اكون أقسى الامهات، فأرث تقطيبة جبين أمي وصراخها على أتفه الاشياء.
او لأنني كنت منشغلة بأن اكون "هو" ونسيت أن أبقى "هي" حتى صُرعت "تاء التأنيث" في لعب الحياة الموهومة!
بلى! لقد شدتني صرخات المساوات واثبات الذات، والان! ماذا يا حُلمي النائم بين أضلعي المنهكة، هل أسرفت في نسياني لكَ وطالت غفلتي عنكَ؟
أم لا زال هناك أمل بأن أخرجك من بين أحشائي، واراك حقيقة لا اوهام؟!
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!