- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المرجعية الدينية العليا ليست حزبا من أحزابكم
بقلم: حسين فرحان
حين تتآمر أمة طاغية فتهم بأحراق من كان (أمة قانتا لله) وحين ينبعث أشقاها عاقرا ناقة الله وحين تودي مؤامرة الحسد بنبي في بئر وتجتمع أمم أخرى فتنعت ذوات الانبياء المقدسة تارة بالكذب وأخرى بالسحر والجنون فتورثها لعتاة قريش يعيدون ترديدها في إساءتهم لمقام النبي الاعظم صلى الله عليه وآله فهو بزعمهم (كاهن وشاعر وساحر ومجنون) بعد أن كان بنظرهم الصادق الأمين.. وحين يتجرأ من يدعي الأسلام فيقول (إعدل) و(إن الرجل ليهجر) و(حسبنا كتاب الله).. أو ينقلب على الأعقاب من ينقلب فلا يهمه إن كان في الدار فاطمة أم غيرها، أو يغتصب الإرث النبوي وتقتل الإمامة مسمومة ومذبوحة وتشتم على المنابر لسبعين عاما.. لتشكل هذه الاحداث ظاهرة تاريخية لانستغرب معها إن سمعنا بشخص يطل علينا بتجاوز وإساءة لمقام مقدس كبير هو امتداد لمقام الإمامة كالمرجعية الدينية العليا التي نالتها أحقاد المتحزبين والمتمرجعين وأشباه الرجال.. فالقضية باختصار شديد هي أن سلسلة الإساءة للمقامات المقدسة قد أضيفت إليها حلقة بالية جديدة.
استهداف واضح لشخص المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف ومحاولة بائسة لخلط الأوراق بطريقة التسقيط الحزبي التي اعتادوا عليها في تسقيط بعضهم البعض حين تتضارب المصالح، وهي لغة خبيثة الاغراض والنوايا تصور أن للمرجع الأعلى حاشية تحول بينه وبين العالم الخارجي وتعتبره أذن لاتستمع الا لحاشيته وعلى مايبدو أن التاريخ يعيد نفسه فقد قيل عن نبي الرحمة أنه (أذن) واتهم بذلك صلى الله عليه وآله: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).. وكما قلنا - حين ذكرنا شواهد تاريخية لسلسلة الافتراءات التي طالت المقدسات - أننا لانستغرب صدورها وتكرارها لتطال كل المقدسات التي تمثل امتدادا لتلك الرموز العظيمة، فاستهداف المرجعية الدينية العليا بهذا الشكل السافر وافتراء الكذب واتهام سماحة السيد محمد رضا السيستاني بكونه هو صاحب القرار والنفوذ إنما هو محاولة للنيل من مقام السيد المرجع بالدرجة الاولى ورسم صور مشوهة في أذهان من لاحريجة لهم في الدين ومن يتصيدون بالماء العكر لشخص نجل المرجع الأعلى.
هذه التسقيط السافر (المكثف) الذي يشبه تزلف ابن سعد ليزيد بقتل الحسين عليه السلام طمعا في ملك الري، لايختلف أيضا عن محاولات سابقة تبنتها جهات شاذة أخرى نذكر منها على سبيل المثال:
١ - تغريدة إيدي كوهين:
..نشر الإعلامي اليهودي إيدي كوهين تغريدة تطاول فيها على المرجعية المباركة داعيا الشعب العراقي الى الانتفاض عليها كما دعا الجيش الى الانتفاض ايضا محاولا اشاعة الفوضى والدمار والحرق في العراق مشيرا الى ان اسرائيل وامريكا مع الشعب العراقي ان قام بذلك.
٢ - الداعية السعودي محمد عبد الرحمن العريفي إثر وصفه للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بـصفات لا يليق ذكرها وفي حينها استنكر ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 15/محرم / 1431 هـ الموافق1-1-2010 م
حيث تحدث عن بعض الأصوات التي تهدف إلى تمزيق الأمة الواحدة،وتفتيت أوصالها بقوله: طلع علينا رجل الدين السعودي " محمد العريفي " بكلام خلال خطبة الجمعة في العاصمة الرياض تضمن الإساءة لمقام المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وهو كلام ناب ولا يليق بخطيب جمعة في عاصمة دولة إسلامية كبيرة.
٣ - معتوه كالفورنيا أسعد أبو خليل الكاتب في جريدة الاخبار الذي كتب على تويتر:"قرأت أن فقيه الإحتلال الأميركي علي السيستاني إستقبل قبل أيام محمد حسن "الأمين.السؤال:متى يستقبل السيستاني شارل جبور؟
٣ - وزير الاعلام الاردني السابق البعثي الهوى صالح القلاب حين صرح في جريدة الجريدة الكويتية ينتقد فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وهي ردة فعل طبيعية لأن السيد السيستاني طوى صفحة النظام السابق وبدد حظوظه في العودة.
٣ - الدعي البزاز المرتزق يسخر من أية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الذي احبط مؤامرة الدواعش والبعثيين بفتواه الاخيرة حين نشرت قناته كاريكاتير ساخر ينتقص من السيد المرجع.. وتباكى على الموصل التي حررتها الفتوى ولم يتباكى على الموصل التي احتلها داعش.
٤ - هاجمت صحيفة الشرق القطرية آية الله العظمى الامام السيستاني.
هذه بعض النماذج للأساءات التي تتعرض لها مرجعية النجف الاشرف وهي افتراءات وأكاذيب تبنتها جهات مشبوهة حاقدة وحاسدة.. جهات ينتمي بعضها للخط الصهيوني وأخرى للخط السلفي وأخرى لخط الأجندات الاقليمية وأخرى لخط الحركات المشبوهة الناشئة التي تستهدف التقليد والشعائر الحسينية وأخرى تدور في فلك الحراك الحزبي الذي صار يتصور ويصور للآخرين إن المرجعية الدينية العليا التي تشرفت بمقام النيابة عن المعصوم عليه السلام طيلة أكثر من ألف عام مضت يتصور هؤلاء أنها مثل أي حزب من أحزابهم وهذا مما ضحكت له الثكلى حتى بدت نواجذها بل هو من هوان الدنيا أن تصل اساليب التسقيط الحزبي بأصحابها الى النيل من مقام المرجعية العليا بهذا الشكل، (مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ)..
فيا أيها الكاتب بغير ورع وتقوى مهلا مهلا لاتطش جهلا فالمرجعية ليست حزبا من أحزابكم.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود