ماهر ضياء محيي الدين
تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران في الفترة الأخيرة مع بداية عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين قوى الغرب وإيران.
حرب المد والجزر بين الولايات المتحدة وإيران المشتعلة منذ سنوات طويلة ليكون تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت، بما وصفه "طوفان من المخدرات واللاجئين والقنابل والإرهاب"، بسبب العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي. إذا أضعفت العقوبات الأميركية قدرة إيران على التصدي لهذه المشكلات، على حد تعبيره.
تهديدات السيد روحاني لم تأتي من فراغ ، بل من خلال كل الوقائع والحقائق التي تؤكد قوة إيران كدولة عظمى بين الكبار،ومن خلال أربع مرتكزات أساسية نستطيع القول إن أعدائها يحسبون لها إلف حساب قبل الإقدام على إي خطوة ضدها، والخوف والحذر من ردها المزلزل .
مرتكزات إيران الأربعة هي القوة والنفوذ وعلاقتها مع حلفائها ووضع خصومها، فوضع إيران اليوم يختلف عن السابق بكثير من حيث استقرارها وتقدمها في مختلف الجوانب والنواحي، فهي بلد منتج ومصدر ولاعب أساسي في المعادلات و الحسابات الدولية مع الكبار، إضافة إلى ذلك قدراته ا وإمكانياتها العسكرية في تطور مستمر، وبرنامجها الصاروخي خير دليل على ذلك.
أصبح النفوذ الإيراني في عدة دول مثل العراق وسوريا واليمن وغيرها بشكل واسع وملحوظ من الجميع ، ودعمها المنقطع النظير لمجموعات مسلحة بمختلف العدة والعداد، وارتباط هذا المجموعات مع الجمهورية الإسلامية فكريا وعقيدا وحركيا، وهي أحدى أدواتها الفعالة والمؤثرة التي اثبت ساعات الوغى قوتها ومواقفها البطولية محل شهادة العدو قبل الصديق.
لدى إيران علاقات قوية ومتينة وتعاون كبير مع حلفاء دول عظمى مثل روسيا والصين، وكذلك علاقتها مع دول الاتحاد الأوربي وغيرها من الدول الأخرى التي لم تقف مكتوفة الأيدي لو تعرضه حلفيها الإيراني إلى أي تهديد مباشر ، ورفضها القاطع لإلغاء الاتفاق النووي شاهد إثبات على عمق التعاون والنفوذ الإيراني مع هذه الدول، وهي بمثابة نقطة قوة لإيران ضد خصومها.
وضع خصومها وفي مقدمتهم الشيطان الأكبر في وضع يحسد عليه بعد فشلها في تحقيق أهدافها أو مشاريعها التوسعية في المنطقة خدمة لطفلها المدلل إسرائيل، وكانت مواقف الجمهورية الإسلامية احد الأسباب الرئيسية لفشل مخططات المشروع الأمريكي – اليهودي في المنطقة.
إيران قادرة قلب الطاولة على الآخرين وبطوفان عظيم يضرب بمصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة،وقد يشمل أكثر من ذلك، ودورها أو تدخل الاستراتيجي في سوريا والعراق غير موازين القوى العظمى، وافشل المخطط الأمريكية – الصهيونية ومن يقف ورائهم من أهل الجو د والكرم لأهل المخطط وليس لأهلهم المظلومين .