بقلم| مجاهد منعثر الخفاجي
النجم الأزهر, الكوكب الأبهر , باقر الانوار , بقر العلم بقرا ,ونثره نثرا. وبيّنه سرّاً وجهراً، ذاك الحاضر الذاكر، الخاشع الصابر، الإمام الطاهر، والعلم الظاهر, أبو جعفر محمد بن علي الباقر.
امام المؤمنين , سيد المتقين , أمير الصالحين , قائد المحسنين , نور العارفين , علم المهتدين من سلالة النبيين , والائمة المعصومين ورثة الأنبياء وصفوة الأصفياء وخيرة الأتقياء وعباد الرحمن وشركاء الفرقان ومنهج الإيمان ومعادن الحقائق وشفعاء الخلائق.
رفيع النسب , اصطفاه الله على الناس ,وورثه علم الكتاب ,وعلمه فصل الخطاب , فكان صادقاً مصدقاً في القول والفعل. وقضى بالحقّ الذي كان عليه، وادى الامانة التي صارت اليه وأمر بطاعة الله , ونهى عن معصيته.
روي ابن المديني عن جابر الانصاري , قال للباقر وهو صغير:ـ
رسول الله (ص) يسلم عليك!
فقيل له: وكيف ذاك؟
ـ كنت جالساً عنده والحسين في حجره، وهو يداعبه.
فقال (ص): يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده ثم يولد له مولود اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فأقرأه مني السلام.
وحكى الصحابي جابر الانصاري قال لي الرسول المصطفى (ص): يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين (ع) يقال له محمد يبقر العلم بقراً فإذا لقيته فأقرأه مني السلام, فلما كَبُر سنّ جابر جعل يقول: يا باقر يا باقر أين أنت، حتى راه فوقع عليه يقبّل يديه ورجليه ويقول: بأبي وأمي شبيه رسول الله (ص) إن أباك يقرؤك السلام.
الحق الأبلج, السراج الأسرج هو من بقر العلم وعرف أصله , وأستنبط فرعه , هذا من سلم عليه رسول الله قبل ظهوره , وعاش مع جده الحسين ثلاث سنين ونيف وشهد نهايته في فاجعة الطف.
و قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين.
الامام الباقر العلم البارز من الاسرة النبوية , أجمع المسلمون على تعظيمه. وكان مقصد العلماء من البلاد الاسلامية , فاجتمعت بني أمية على اغتياله. وقام منطمس البصيرة و فاسد الطوية والسريرة هشام بن عبد الملك بدس السم اليه.
السلام على أمام الهدى ورحمة الله وبركاته , واقراً عليك السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئتم به ودللتم عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين.
اللهم صل على محمد بن علي , باقر العلم وامام الهدى , وقائد اهل التقى والمنتجب من عبادك , اللهم وكما جعلته عَلَماً لعبادك ومناراً لبلادك , ومستودعاً لحكمتك ومترجماً لوحيك , و اَمَرْتَ بطاعته وحذرت من معصيته , فصل عليه يارب اَفْضَلَ ما صليت على اَحَد من ذرية اَنْبِيائِكَ وَ اَصْفِيائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ اُمَنائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.