- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رئاسة الوزراء حصرياً لأهل البصرة
عباس الكتبي
عجبت لمن عنده النفط والقوة كيف لا يطالب برئاسة الوزراء؟!
عندنا في جنوب العراق مثل شعبي مشهور يقول:(داعي بالباطل لمّن يجيك الحگ) ويعني الضغط على الخصم الكذّاب المراوغ، والتصعيد من سقف المطاليب حتى لو كانت غير عادلة كي تنتزع منه الحقوق، وهذا التصرف ليس ببدعة فكثير من الحكومات والمجتمعات تعمل بهذا الإسلوب السياسي.
جنوب العراق المتمثل بالمحافظات "بصرة- ذي قار- ميسان" يشكل مساحة قدرها "38.456كم2" وعدد سكان يصل إلى "7.000.000" نسمة تقريباً، ولديه مقاعد برلمانية في الدولة تزيد على "50"مقعد، ويمتلك ثروة معدنية هائلة من النفط والغاز، إضافةً إلى الثروة الحيوانية والنباتية، وهذه الثروات تمكنه من إقامة دولة تضاهي دول الخليج، فضلاً عن إقامة إقليم حكم ذاتي.
بنيت العملية السياسية في العراق بعد عام 2003م، في توزيع السلطات على اساس مذهبي وقومي" محاصصة " حتى تسلط تحكّم بنا الكردي والسني والشيعي المتحزب، الذين همهم أولاً وآخراً مصالحهم الشخصية والحزبية، فسلبوا حقوق أبناء الجنوب وأستكثروا عليهم وزارة في الحكومة اللهم إلا في الآونة الأخيرة تصدقوا عليهم بوزارة أو وزارتين، رغم أن خيرات العراق وخيراتهم من الجنوب وتحديداً البصرة، ولو كان توزيع السلطات على أساس مناطقي لكانت المنطقة الجنوبية أولى من غيرهم برئاسة الحكومة!
إنطلاقاً من هذا المبدأ الحقاني، ينبغي للمواطنين من سكنة جنوب العراق، مواصلة تظاهرات الغضب لإسترداد حقوقهم المسلوبة، والضغط على الطبقة السياسية التي تقود البلد، والضغط بمعناه اللغوي "التضييق والتشدد"، وبمعناه الفيزيائي" القوة المؤثرة عمودياً على سطح أو مساحة ما ويتناسب طردياً مع القوة وعكسياً مع المساحة "، وأهل الجنوب لديهم قوة الثروة النفطية، وقوة الجماهير، ومن ورائهم قوة المرجعية الدينية، وهذه القوى حتماً ستغير وتؤثر بالقرار السياسي.
بقي شيء مهم نود قوله: يا أبناء الجنوب-وخاصة البصريون- لا تقتصروا بمطاليبكم على تحسين الخدمات وتوفير فرص العمل، فحقكم أكثر من ذلك، وركزوا على أحد المطلبين" إمّا رئاسة الوزراء أو إقليم مستقل "عندها ستأتيكم حقوقكم صاغرة منقادة إليكم، حينئذ ستقولون صدق المثل القائل:(داعي بالباطل لمّن يجيك الحگ).