رأى الخبير العسكري “وفيق السامرائي” اليوم الأحد، أن فصل الساحة العراقية عن السورية، الذي بات استراتيجية واضحة للأمريكيين ودول خليجية، باء بالفشل، فيما أشار الى أن واشنطن دعمت كرد سوريا للوقوف بوجه التمدد الإيراني.
وقال “السامرائي” عبر صفحته في فيسبوك وتابعه “وكالة نون الخبرية ” إن الأمريكيين ودول خليجية، وحتى تركيا قبل تغيير استراتيجيتها، كانت قلقة جدا من وصول الحشد الى تلعفر، لأنه (كما يظنون) يمثل امتدادا لإيران، ووصوله الى هناك يفتح طريق إيران إلى البحر المتوسط ولبنان، وهذا تقدير أظن قد بولغ فيه كثيرا.
وأضاف “السامرائي” أن الأمريكيين أوجدوا مراكز لهم في منطقة الوليد غرب العراق، وبما أن الحدود طويلة وتصعب السيطرة عليها بقوات أميركية، ونظراً لأن الجنرال (قاسم) سليماني فاجأهم بحضوره شخصيا في مدينة البوكمال السورية قائدا لموجة تحريرها من الدواعش، فقد باتت استراتيجية فصل الساحتين السورية والعراقية محكومة بفشل واضح.
وأوضح “السامرائي” أن الأطراف هذه لجأت الى “قادة كرد سوريا ورفاقهم من كرد تركيا، عن طريقهم، وصرفوا لهم مئات ملايين الدولارات وفتحوا لهم ترسانة أسلحتهم فساعدوهم على تكوين قوة ضاربة بإمداد علني تحت غطاء محاربة داعش (في البداية). وهذا ما أثار غضب (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان”.
ولفت “السامرائي” الى أن الوجود الأميركي بات يشغل ثلث مساحة سوريا تماما في شمال الشرق، وفيه كل النفط السوري، من خلال القوات الكردية وبدعم جوي علني ومباشر وقوي ضد كل من يستهدفهم.
وأشار الى أن “فرض الأميركان وجودهم من شمال تلعفر الى مسافة قريبة من القائم غرب العراق، حيث لم تتبق إلا منطقة منفذ الوليد التي لهم فيها وجود بشكل (وآخر) فأوشكت استراتيجية العزل أن تنجح، لكن هل سيستمر الوضع هكذا؟”.
وتابع كاشفاً معلومة اخيرة أن “شخصية خليجية بارزة قريبة جدا من الرئاسة التركية، روت له قصة تصميم أردوغان على كسر المشروع الأميركي الكردي”.
وأوضح الخبير العسكري، أن “استنزاف الروس في سوريا لم يعد ممكنا ولا مؤثرا كما حصل للاتحاد السوفيتي في ثمانينات أفغانستان. واستنزاف الأميركيين لن يكون فعالا لقلة وجودهم”، مشيراً إلى أن “القواعد التركية في إقليم كردستان لن تبقى آمنة، لكن الضحايا سيكونون كردا”.
وقال السامرائي، إن “دعم دعاة الاستقلال من كرد العراق صفحة مؤجلة (ميدانيا)؛ لأن أميركا ليست قادرة على مجابهة استنفار إيران وتركيا والعراق وسوريا وروسيا معا. وتذكروا أنها صفحة تقسيم مؤجلة”.
وعمّا إذا كانوا سينجحون، قال السامرائي، إنهم “سيواجهون متاعب كبيرة جدا…، ولايزال المشوار طويلا ويتطلب استراتيجية عراقية محددة”.
أقرأ ايضاً
- هدّمت قبل اكثر من 10 سنوات.. الحكومة العراقية تفتح ملف المدارس المتلكئة
- رئيس الجمهورية يحث وزيرة المالية على الاسراع بصرف رواتب إقليم كردستان
- كردستان العراق : هناك تفاهمات جيدة بين السوداني وبارزاني