- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ألعبادي ... نوح العراق عليه السلام!
بقلم – رحيم الشاهر- عضو اتحاد (أدباء أدباء العراق) ([1])
في سلسلة مقالات لماء الذهب:
انا اكتب، إذن أنا كلكامش!(مقولة الكاتب) ([2])
مقالتي حمالة النثر القديم، ورافعة النثر الجديد(مقولة الكاتب)
لااكتب للسياسة، ولا أريد أن اكتب لها؛ لأني إذا كتبت لها هجوتها، وإذا هجوتها، ركبت رأسها ونشبت أظفارها، وصاحت هلموا هذا مرتد فوصمتني بألف عار وعار!، ولكني اكتب للحقيقة التي إذا مدحتها تواضعت، وإذا ذممتها احتكمت وتساءلت ، فأقول إن الأستاذ العبادي، دخل قاموس العراق المعبأ بالمصائب والأزمات والفتن والإحن والطعنات والكدمات والمفخخات 000ووو الخ، فأوكلت إليه مهمة قيادة سفينة ، على ظهرها ملايين المستغثين، وقد اختفى منها طاقم قيادتها، وأخذت ترتعش في عرض البحر من هول الخطر المحدق بها، فجاء هذا الرجل بقارب إنقاذ صغير و بسيط لإنقاذ عملاقة يغص البحر في ابتلاعها، وأوكلت إليه مهمة قيادة السفينة، وكانت سفينة مثقوبة منهكة، كثر فيها المجانين، وقل فيها الحكماء والعقلاء، سفينة توسطت عرض البحر، وتقاذفتها الأمواج، وعصفت بها حيتان القتل والسرقة ، فكيف يمكن لنوح العراق الجديد أن يصلح أمر هذه السفينة، وكيف له ان يصلحها وهي مهددة من خطر الراكبين بها، والمشعوذين بطلسمها، وخطر المتربصين بها وبما تبقى من حطامها لحظة غرقها!
العبادي .... وما أدراك ماالعبادي، اهو نوح آخر اختصر فترة 950 عاما من النصح والإرشاد والوعظ في قوم ساد فيهم شيطان الفتن والفرقة والصنمية، إذا انصاعوا له في قول، خالفوه في ألف قول وقول!
العبادي00 اخذ مقود السفينة الطاعنة في سن الأزمات والمصائب،واتجه بها بعيدا عن الطوفان، وهو هنا وبحنكته، وجدارة الله تعالى، تجاوز موجة الطائفية، والداعشية والعافشية ، والمارقية والناعقية، وموجة تقسيم العراق، وموجة الاستفتاء لإخوتنا الأكراد، وموجة اختلاط الحابل بالنابل، واخذ يعطف بالسفينة لعلها تتجاوز موجة الفساد، وحيتان السراق0
العبادي 00 هو الرئة الثالثة،لعراق مختنق، بل هو رئة إسعاف العراق المحتضر، استطاع ان يأتي بالأوكسجين المناسب والإسعاف المناسب، لإسعاف محتضر يشرف على الهلاك اسمه العراق0
وعندما أقول عنه انه نوح العراق عليه السلام، فلا يعني هذا أن قومه جميعهم، مثل قوم نوح،وإنما فيهم الكثير من أحبار العراق، وأشراف قريش، وأقطاب العرب، وأرباب الإنسانية، وانساب المروءات، ممن تسبح السياسة في بحر طهارتهم، إذا شاءت أن تتوب وتؤوب!00 فمرحى لنوح العراق باختصار 950 عاما من " تبت يدا أبي لهب وتب" ومن النجاة لبلد ترابه بساط على أجساد الانبياء00
23/ 11/ 2017
([1]) تكرار لفظة الادباء لغاية في نفسي
([2]) للكاتب لائحة اقوال وآراء ينفرد بها عن غيره
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً