أقامت كلية الفقه بجامعة الكوفة المؤتمر العلمي الاستذكاري الأول لدراسة سيرة حياة ونتاج أية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري تحت شعار \"أية الله العظمى عبد الأعلى السبزواري (قدس) مرجعية خلاقة ومدرسة رائدة \" برعاية الأستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى رئيس جامعة الكوفة وبحضور سماحة حجة الإسلام السيد علي السبزواري والعلامة الدكتور محمد بحر العلوم والعلامة الدكتور علي الرفاعي وعدد من ممثلي المراجع الدينية في النجف الاشرف وعدد من أعضاء مجلس النواب ومجلس المحافظة وأساتذة وتدريسيي الجامعة والطلبة ومؤسسات المجتمع المدني.
رئيس الجامعة في كلمته إثناء المؤتمر الذي حضره موقع نون أكد على \"ان المحفل كبير في مضمونه ومحتواه الفكري فاحتضانه من قبل جامعة الكوفة منبر العلم والأصالة جاء لإحياء تراث مأثرة من مآثر الحوزة الدينية في النجف الاشرف إذ تتشرف الجامعة بقراءة سير العظماء في هذه المدينة المقدسة في هذا الزمن الصعب الذي يمر به العراق والعالم خصوصا ونحن بأمس الحاجة الى إعادة صياغة النفوس للتفاعل مع العالم وتقبل الأخر للحفاظ على التركة التي خلفها لنا الأنبياء والرسل والأولياء ومن بعدهم العلماء الإعلام في الفضيلة والحق وألا خلاق وما بذلوه من اجل ذلك من تضحيات كبيرة \".
وأشار العيسى الى\"حاجة الجامعة والأساتذة والطلبة لاقتفاء سيرة واثر السيد السبزواري رحمه الله فهو عقلية متميزة في الفكر والعقيدة والعلم والأخلاق والتواضع والقدرة على التأليف فهو ابن أولئك الذين عرفوا الله وطبقوا تعاليم السماء ونقلوها الى العالم\".
عميد كلية الفقه الدكتور صباح عنوز تطرق في كلمته عن السيد المحتفى به مشيرا الى \" ان رجالات الحوزة الدينية الأفذاذ هم الذين علمونا ان نرعى الدين والأخلاق والعلم والتعليم و علمونا ان نحافظ على مدينة العلم والعلماء وان نحتضن محافظتنا محافظة النجف الاشرف وزرعوا فيا روح المواطنة الحقة .فقد دافعوا عن المبادئ الإنسانية والقيم وواجهوا زمر التخلف والظلاله على مر التاريخ وأننا ندرس في هذا المؤتمر رجل دين وعلم لوى يد المصاعب وتحدى المشكلات ليقدم للأجيال والدارسين والباحثين سلسلة من الدراسات والبحوث في العلوم الإسلامية وتفسير للآيات القران الكريم تفرد بها عن من سواه بالنظرة الموضوعية والموسوعية فلم يتحدد بمنهج معين فتفسيره (مواهب الرحمن في تفسير القران ) يعد من التفاسير المهمة في الفكر الإسلامي وشذرة من شذرات السيد السبزواري في التفسير للقران الكريم وقد تشرفت كلية الفقه بان يكون هناك بحثين لطلبتها في الدراسات العليا عنيت بدراسة نتاج السيد (قدس) ،لذا لابد لنا من ان نوقر هذه الشخصيات وهذا ما دأبت عليه كلية الفقه في الجامعة \".
نوقشت في المؤتمر عدة بحوث للأساتذة المتخصصين وهم كل من الأستاذ الدكتور محمد كاظم البكاء من كلية الفقه والأستاذ الدكتور حاكم حبيب الكريطي من كلية الآداب والأستاذ الأول المتمرس محمد حسين الصغير من كلية التربية والأستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم وسماحة السيد غالب ناصر باحث إسلامي وطرحت عدة مداخلات وأسئلة واستفسارات من قبل الحاضرين عن البحوث المقدمة .
وفي ختام المؤتمر القي سماحة حجة الإسلام السيد علي السبزواري كلمة شكر فيها الجهود المبذولة من قبل جامعة الكوفة لاستذكار العلماء الإعلام في النجف الاشرف والاحتفاء بسيرة حياتهم للاقتداء بها كرموز للعطاء والتضحية من اجل الدين والعقيدة وخدمة العراق وأهله .وقد بعثت للمؤتمر عدة برقيات تبارك الجهد المنصب لإحياء تراث هذه الشخصيات وحياتها ، فاستلمت برقيات من قبل مركز الدراسات التخصصية بين الحوزة الدينية والجامعة ومركز مرايا للدراسات والإعلام والهيئة العليا للحج والعمرة فرع النجف الاشرف .
يذكر ان آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري الذي يعود نسبه إلى أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ينتمى إلى عائله عريقه معروفه بالعلم فوالده عبدالرضا السبزواري معروف بالزهد والورع وهو من اكابر علماء سبزوار وعمه عبد الله السبزواري عالم، خطيب متكلم، واخوه \"ايه الله\" فخر الدين وقد كان فرعا من شجرة العائلة تزوج من علويه من آل المدرسي وهي اسرة معروفه بالعلم والتقوى وانجب منها اربعه اولاد ،,انثى واحده تزوجت العلامه حسين الشاهرودي، وثلاثة ذكور هم محمد السبزواري وكان يعد من اكابر اساتذة الحوزة في النجف الاشرف على مستوى السطح العالي، ولما هاجر إلى إيران بدأ تدريس البحث الخارج وقد توفي في شهر ذي القعدة عام 1414 هـ على اثر حادث وقع له بين قم المقدسه وطهران وثاني اولاده من الذكور هو علي السبزواري من اساتذة النجف الاشرف ويعرف في اوساطها بالتضلع بالعلوم العقليه ويشغل حاليا مكان ابيه في المهام الاجتماعيه وقضاء حوائج المؤمنين. وثالث أولاده حسين السبزواري وهو يؤدي دوره الجماعي من خلال صلاة الجماعه وبث تعاليم الدين الإسلامي وارشاد الناس وتعليمهم وهو مقيم حاليا بمشهد المقدسة ولد السيد عبد الاعلى في مدينه سبزوار في اليوم الثامن عشر من ذي الحجه عام 1328 هـ الموافق 1910 م.
بعد وفاة \"آية الله\" أبو القاسم الخوئي، أخذ الكثير من المؤمنين يرجعون إليه في تقليدهم؛ إلا إن ذلك لم يدم طويلا لوفاته. وقد ساهم السيد السبزواري خلال مرجعيته في نشاطات سياسية واجتماعية، واضطلع بنشاط إصلاحي في مدينة النجف أواخر أيام حياته.
كانت وفاته في صباح يوم السادس والعشرين من شهر صفر عام 1414 هـ ونقل جسده إلى الحرم العلوي وصلى عليه ايه الله علي البهشتي ودفن في المكان المعد لدفنه في شارع الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم بجوار المسجد الذي يصلي فيه.
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية: التصاميم الأولية لطريق التنمية وصلت إلى مراحل متقدمة
- في عيد المعلم.. السوداني: الأولوية للكوادر التربوية والتعليمية بالمدن السكنية الجديدة وقطع الأراضي
- انطلاق المؤتمر الثاني للحد من التطرف والإرهاب بنسخته الدولية في كربلاء وامين عام العتبة الحسينية يؤكد على ضرورة الولاء للوطن