- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البعثية سابقاً والشيعة الطائفيين حالياً
حجم النص
بقلم:عمار جبار الكعبي قد يتشابه المتناقضين، رغم تناقضهم الفكري والهوة الكبيرة بين متبنيات الطرفين، بل اكثر من ذلك حتى صراعهم الذي لا ينتهي الا بفناء احدهم، كما يذكر عالم الاجتماع الامريكي (ارك هوفر) في كتابه المؤمن الصادق، ان ليس من الممكن إقناع المتعصب الثوري ان يترك قضيته بنقاش عقلاني ببساطة لانه لا يعرف معنى العقلانية، وانما يسيّره تعصبه العاطفي لمتبنياته ومواقفه بغض النظر عن حقيقتها او زيفها، بينما يمكن ان يتحول هذا المتعصب الثوري الجاهل الى قضية اخرى قد تكون مناقضة لقضيته الاولى ولكن المشترك بين الموقفين هو التعصب، ليقول في الختام ليس من الممكن ان تقنع النازي بترك قضيته، ولكن يمكنك جعله يتبنى الماركسية، ويكون من أشد المدافعين عنها، بل ويكون سعيداً حين يضحي بنفسه من اجل قضيته، ان المشترك بين القضيتين هو التعصب والاستعداد للتضحية حتى بالنفس، نتيجة المتبنيات التي يملئ بها رأسه بسخافة حياته ورخصها، وان الموت من اجل القضية التي يدعونها يعتبر أسمى المراحل التي يمكن الوصول اليها تلمسنا هَذَا في عراقنا الجديد بعد سقوط الصنم، نشاهد اكثر المتعصبين للبعث، والمستعدين للموت من اجله بأشارة بسيطة من عضو فرقة!، لينتقل بعدها ليكون من أشد الطائفيين والرافضين للتعايش السلمي مع السنة، بحجة دفاعه عن مذهب التشيع الذي لا يعرف عن فلسفته شيئاً، ليكون هو الصوت الأعلى، في رفضه لكل اطاريح التعايش السلمي مع اخوة الوطن، ليشبهها تارة ً بمساوات علي بمعاوية وهو اقرب الى الاخير من الاول، او بحجة ان المنتصر غير مجبر على عقد اي تسوية مع الخاسر، لان عقله المريض يعتقد ان الأزمة بين الشيعة والسنة كأفراد مجتمع، بينما الحقيقة ان المشكلة سياسية بنسبتها العظمى المجتمع لا يحتاج الى تسوية، لان ما حدث مؤخراً يرفض هكذا طرح، فالسنة حين تهجروا لجئوا الى اخوتهم في الجنوب رمز التشيع وقلبه النابض، لنشاهد ابن الجنوب المظلوم في عراقه منذ تأسيسه يهب للقتال في غرب وشمال العراق لا لشيء سوا شعوره الوطني، واستجابته لولي أمره من بعد أمامه، الرافض لأي تمييز بين اخوة الوطن تحت اي مسمى وأي شعار التسوية هي اعتراف بان جوهر ألأزمة سياسي بحت، وكذلك هي اعتراف الاخر بأحقية الاغلبية في السلطة التي وصلوا لها بصورة ديمقراطية شرعية، وان هذا الوصول يتطلب الاعتراف من الجميع بكل ما يترتب عليه من حقوق وواجبات يجب مراعاتها وعدم الاعتراض عليها، وبكلام ابن طائفة غير طائفي فالتسوية هي انتصار لي على كل داعمي الاٍرهاب ومموليه داخلياً وخارجياً لانها تعترف بأغلبيتي وحقوقي وشرعية سلطتي، وهو الامر الذي كان ولا يزال كبرياء داعمي الاٍرهاب يرفضه بشدة، فكيف تعتبر انهزاماً وقد أجبرتهم على فقدان كبريائهم والاعتراف بذلك ؟!
أقرأ ايضاً
- مؤرخو السلاطين... البعثية انموذجا
- علمانيو السنة والشيعة وتجاهلهم لتراث الامام علي(ع)
- الأعراف العشائرية ...وما يجري في مجتمعنا حالياً / الجزء الاخير