حجم النص
بقلم:علاء احمد ضياء الدين تبدا القصة بان عرار تحرش بجميلة فشكت جميلة لأخاها وبدوره شكى همه لاحد الرفاق البعثيين , وصل تهديد من ذاك المسؤول الى عرار , بادر مسرعا بالهرب الى دول الجوار ومن ثم التجئ الى احدى الدول الاوربية التي تزهو بالجمال في كل شيء ولا يظلم بها أحد وحتى الحشرات , تزوج عرار مكونا اسرة تتحدث اكثر من لغة مع ضمان صحي واجتماعي وتعليم, ولم يذكر عرار اهله بل جلب لهم الويلات لمشاركته في مأدبة لاحد الاحزاب المعارضة وانتقل خبر حضوره تلك المأدبة الى الجهات الامنية داخل العراق فتعرضت عائلته الى اقسى انواع الذلة والتعذيب ولم يعلم عرار بذلك الامر الا بعد سقوط النظام. فقد عاد مع العائدين وهو يتقلد احد المناصب المهمة في البلد من بركة تلك المأدبة وعذاب عائلته في التحقيق معهم في كل عيد للثورة المشؤومة , ولم ينسى ثأره مع اخو جميله فتربص له في بداية زقاق منزل عائلة جميلة ليقتله وبالمصادفة ان الاخ لم يخرج من بيته لعدة ايام بسبب امراضه المزمنة نتيجة الضغوطات والماسي التي عاشها البلد فاضطر عرار ان يتخفى بعباءة سميكة وهو جالس في بداية زقاق منزل جميلة , ظن الناس انه من المتسولين فكثرة هموم العراقيين واقدارهم الغير متوقعة فهم يتصدقون كل يوم وبكثرة فحصل عرار على هذه الصدقات وهو متخفي وبعد مرور عدة ايام وجد عرار ان مهنة التسول تفوق كل المهن فبقي على هذا الحال يمارس نشاط التسول وهو مسؤول كبير بل الادهى من هذا تغاضى بالنظر حين رأى اخو جميلة وهو خارج من الدار واصبح ينادي بواحدة من نداءات التسول اعطوني اتيتكم متأخرا والطريف ان جميله تتصدق كل يوم عند عرار دون ان تعرفه لأنها تخاف على ولدها الوحيد من كوارث الحياة بعد ان فقدت اولادها الخمسة الاول قتل في الحرب العراقية الايرانية والثاني توفي بطعام مسموم في بداية التسعينات والحصار والاخر فقد في الكويت والرابع اعتقل في الانتفاضة الشعبانية ولم يظهر له اثر والخامس سقط في احدى المفخخات التي استهدفت مدرسته الابتدائية , اما عرار ما زال يجمع الصدقات من جميلة ليعمر بها برجا سكنيا في بلدان المهجر باخراجة العمله الصعبه من البلد , تلك هي قصة السياسي المستورد فهو يرفض ان يعود بعائلته الى ارض التضحيات ويرفض ان يتخلى عن بلد الجمال والخيرات وبقت جميلة تدفع وعرار يعمر في بلدان الغرب.
أقرأ ايضاً
- المسؤولية المدنية المترتبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
- المرجعية العليا: الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان