وقال فرات للوكالة الرسمية وتابعته وكالة نون الخبرية إنه "بدأ مع الشعر منذ طفولته، ودرس علم العَروض وهو في المرحلة الابتدائية في كربلاء"، مؤكداً أنه "لم يتوقع يوماً أن يصبح كاتباً في أدب الرحلات".
وبيّن أن "الروائية العراقية، لطفية الدليمي، كانت أول من اكتشف موهبته في هذا اللون الأدبي، وأصرت على أن يواصل الكتابة فيه منذ أيام إقامته في طوكيو، وصولاً إلى تجاربه في الأكوادور وجبال الأنديز والسودان وغيرها من دول العالم".
وأشار فرات إلى أن "اختلاف الأديان وتنوع التاريخ كانا عاملين مهمين ساعداه في كتابة هذا النوع من الأدب، إلى جانب الاستعداد الفطري لمعرفة الآخر"، موضحاً أنه "استطاع التعايش مع عادات الشعوب وطقوسهم وممارسة طقوس العديد من الديانات خلال أسفاره".
ولفت إلى أن "الرحالة أحمد بن فضلان، يُعدّ المصدر الأقدم والأبرز في أدب الرحلات رغم إهماله عربياً، في حين يحظى باهتمام واسع في شمال أوروبا".
وأضاف أن "العراق يمتلك أسماء مهمة في هذا الحقل، منها مصطفى شاكر محمود، مشيراً الى أن "أدب الرحلات يرتبط بشخصية الكاتب وتجربته، وهو ما انعكس على كتاباته باعتباره شاعراً قبل كل شيء".
من جانبه بين الناقد، أحمد حميد، في ورقته النقدية، أن "تجربة باسم فرات تُعد واحدة من أكثر التجارب العراقية فرادة، لتقاطعها المميز بين الشعر والأنثروبولوجيا وفن الرحلة".
وأوضح أن "التجربة تكشف عن وعي عميق بالتاريخ والثقافات، وتفتح نافذة نادرة على العراق وامتداداته الإنسانية، فمنذ بداياته الشعرية ضمن جيل الثمانينيات، وحتى رحلاته التي اقتربت من 600 مدينة في 39 دولة، ظل فرات مشغولاً بأسئلة الهوية والانتماء والمعرفة، باحثاً عن معنى الإنسان وسط الخراب والجمال والموت".
وأشار حميد إلى أن "فرات، لطالما أبدى اهتماماً كبيراً بالتنوع العراقي الممتد منذ العصور السومرية حتى اليوم"، مبيناً أن "كثيراً من المثقفين يتعاملون مع تاريخ العراق بانتقائية؛ فبعضهم ينحاز إلى العصر الحديث، وآخرون إلى الإسلامي أو العباسي أو ما قبل بابل، بينما يُتناوَل الإرث السومري أحياناً بسذاجة لا تنصف عمقه الحضاري".
وشهدت الجلسة مداخلات تناولت أدب الرحلات بوصفه جنساً أدبياً بدأ بالانتشار والرواج على نطاق واسع في العراق والعالم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!