استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا في مكتبه الطفل "منتظر اياد" الذي اجريت له اول عملية زرع نخاع من "متبرع" في العراق ونجحت بشكل كبير، واستمع من الطفل المعافى ووالدته الى حالته المرضية ورحلة العلاج السابق الذي كان تشخيصه خاطئا ثم الى تطرقوا الى ما قدمت له العتبة الحسينية المقدسة ومؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام ومستشفى الامام المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم من خدمات طبية كبيرة جدا اعادة الحياة والامل له، وتكفلها بعلاج الطفل برحلة طويلة وتحمل نفقات العلاج التي وصلت الى (150) الف دولار اميركي، كما استمع الى شرح مفصل من رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي والطبيب المختص المشرف على حالة الطفل "منتظر" وحيثياتها ، واثنى على جهود الملاكات الطبية التي انقذت حياة هذا الطفل العراقي وتسجيلها لنجاح طبي كانت ملاكات الهيئة رائدة به.

وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور حيدر حمزة العابدي في تصريح لوكالة نون الخبرية انه" باجراء هذه العملية نكون قد اكملنا البرنامج العلاجي الكامل لجميع انواع السرطان عند الاطفال، لان علاج السرطان عادة هو بروتوكول مطول يحتاج مراحل عدة من العلاج، وكانت واحدة من المراحل التي نحتاجها للاطفال هو زرع النخاع "الغيري" اي من متبرع بعد اكمال عملية الاستجابة للعلاج، وهذه الحلقة كانت مفقودة في البرنامج الذي نعمل عليه منذ ستة اشهر، وبعد اكمال جميع متطلباتها من مركز مناسب، وملاكات مدربة، وادوية خاصة، وصلنا الآن الى الاستعداد التام واجريت هذه العملية، وبدعم تلك البرامج من قبل العتبة الحسينية المقدسة تمكنا ان نوفر اي نوع من العلاج على طول الرحلة العلاجية للسرطان للاطفال وجعلنا اجرائها يكون داخل البلد، وهي رحلة مكلفة جدا لاننا نتكلم عن حالة واحدة للطفل "منتظر اياد" جميع رحلته العلاجية مع زرع النخاع كلفت المؤسسة (150) الف دولار اميركي، مدفوعة من قبل العتبة الحسينية المقدسة التي تكفلت بعلاج الاطفال من عمر (15) سنة فما دون مجانا".

واضاف العابدي ان" لدى مستشفى الامام المجتبى عمليات زرع اخرى اجريت من قبل فريق مختص بعلاج اورام العقد العصبية وقد تجاوز عدد العمليات التي اجريت الى الآن (12) عملية من هذا النوع للاطفال جميعها نجحت بشكل تام، وكانت لدينا عقدة في علاج هذا النوع من العمليات لان علاج الاطفال يتطلب توفير متطلبات كثيرة وهي قضية معقدة جدا وليس من السهولة ان تجرى في اي مكان، ووفرنا جميع المتطلبات التي تعطي للفريق الطبي الثقة التي تجعله ينجح باجرائها، ونتوقع ارتفاع اعداد الاطفال الذين سيجرون تلك العمليات لدينا، بعد ان تجاوزنا العقبة الاولى بتنفيذ هذا النوع من العمليات، والعمل مستمر ودعم العتبة الحسينية متواصل ولدينا حاليا تعاون علمي كبير مع فريق زرع نخاع العظم بوزارة الصحة والذي يعمل في دائرة مدينة الطب لتغطية حاجة اي مريض لعملية زرع نخاع العظم، كما لدينا برنامج للمرضى من الكبار بالتعاون مع وزارة الصحة يجرون عملياتهم في نفس المركز وتجاوز عدد العمليات التي اجريت (145) عملية زرع نخاع عظم، واصبح لدينا فريق طبي عراقي كبير يتدرب مع الفريق الاجنبي الموجود لدينا، سيصبحون قريبا هم المختصين باجراء عمليات زراعة النخاع لان العتبة الحسينية المقدسة لديها برنامج لملف السرطان، ولدينا الآن مؤسسة وارث والمجتبى في كربلاء والثقلين في البصرة تعالج السرطان، وهناك مشاريع لانشاء مراكز مشابهة في بغداد والديوانية وكركوك، بالاضافة الى مراكز فرعية ستكون في المحافظات الاخرى، وللعتبة الحسينية دور كبير في هذا الملف وطموح المتولي الشرعي للعتبة المقدسة الذي اكده اكثر من مرة ان مريض السرطان العراقي يجب ان يتلقى خدمة هي نفس الخدمة التي يتلقاها اي مريض بأي دولة متقدمة اخرى".

من جانبه اكد مسؤول قسم الاطفال في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، ومسؤول عمليات زرع النخاع للاطفال في مستشفى المجتبى لامراض الدم الدكتور "حنفي احمد حافظ" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الطفل "منتظر اياد" مصاب بمرض سرطان مزمن بالدم وحصل تطور سلبي في حالته الى سرطان حاد بالدم، ما ادى الى فشل في النخاع وحدوث اعراض جانبية الى حرارة مستمرة، ونقص بكريات الدم الحمراء، وانيميا حادة، ونقص في الصفائح الدموية، ومرضه يتطلب مرحلتين من العلاج المرحلة الاولى هو العلاج الكيمياوي حتى يتم السيطرة على سرطان النخاع الحاد ودخول المريض في سكون مرضي، ثم استبدال الخلايا الجذعية لان هذا المرض يحدث نتيجة خلل جيني في الخلايا الجذعية، والمرحلة الثانية من العلاج هو استبدال هذه الخلايا بنخاع سليم تماما، وبالفعل اعطي العلاج الكيمياوي ودخل السكون التام، ثم اجريت فحوصات للمتبرعة وهي شقيقته الصغرى "رزان" التي تبلغ من العمر اربع سنوات وحصل التوافق التام للأنسجة بينه وبين اخته، وبعد الانتهاء من اجراء الفحوصات اللازمة له وللمتبرعة عزل المريض في مستشفى المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم واعطي العلاج الكيمياوي التمهيدي لاستقبال الرقعة من المتبرعة، ونجحت العملية بنسبة مئة بالمئة، ونخاع المتبرعة يعمل بشكل كامل ولا يحتاج الى نقل صفائح او غيرها، والمريض الآن بحالة جيدة، وهذه العملية لهذا النوع من النخاع من متبرع هي الاولى من نوعها في العراق وتجرى لاول مرة".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي