تحت المدرجات السفلية، وبظروف تخزين سيئة، عُثر تحت مبنى المدينة الرياضية بالعاصمة اللبنانية بيروت على آلاف الأطنان من الطحين المرسل من قبل الدولة العراقية، بعد التفجير الضخم الذي حصل في مرفأ بيروت، 4 أغسطس الماضي، في وقت كان اللبنانيون ينتظرون المساعدات الدولية التي وصلت من مختلف دول العالم للمساعدة في التخفيف من أزماتهم الاقتصادية والمعيشية.
لبنان الذي يعاني من أضخم أزمة اقتصادية في تاريخه، حيث خسرت العملة المحلية حوالى 80 في المائة من قيمتها، يكرر الإهمال في التخزين علماً أنّه بأمس الحاجة لهبات إنسانية، يمكن أنّ تشفع باقتصاده المنهك، والذي ينتظر دعما من البنك الدولي شرط اتخاذه خطوات جديّة في إطار مكافحة الفساد والحدّ منه.
وعثرت شرطة بلدية الغبيري على آلاف الأطنان من الطحين مخزنة بشكل سيء، ما أسفر عن تلف بعضها، فيما غزت الحشرات بعضها الآخر، مشددة على عدم قدرتها على نقل ما تبقى من الأكياس لعدم امتلاكها للصلاحية اللازمة للقيام بذلك، واصفة المشهد بـ"الكارثة الإنسانية".
وأوضح رئيس البلدية، معن الخليل، أنّ "أطنان الطحين من العراق ومصر وهي مخزنة بشكل سيء، ما قد يعرضها للتلف لاسيما مع بدء موسم الأمطار"، كاشفاً عن "تعرض بعضها للتلف أساساً بسبب مياه الأمطار في الأيام الماضية".
وناشد الخليل الجهات المعنية نقلها بأسرع وقت ممكن وتوزيعها، قائلاً "نحن في بلد يعيش أزمة اقتصادية متسارعة"، بحسب وكالة "فرانس برس".
بدوره، سارع المدير العام للمنشآت الرياضية، رياض الشيخة، بإعلان عدم علاقته بالملف، قائلاً في بيان له "تم تخزين القمح لمصلحة وزارة الاقتصاد، وذلك لمدة 15 يوماً حتى يتم توزيعها".
في المقابل، أكّد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، راوول نعمة، أنّ "حوالى 700 طن من الطحين مخزنة في المدينة الرياضية"، وذلك بعد انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال نعمة، عبر حسابه في موقع "تويتر" إنّ "تم تخزين حوالي 700 طن من الطحين في المدينة الرياضية بشكل مؤقت وبسعي من الجيش اللبناني، وذلك لتوزيعها على مراحل على الأفران والمطاحن، ليستفيد اللبنانيين من الهبة، عبر زيادة وزن ربطة الخبز، مع أخذ كافة التدابير الوقائية الممكنة للحفاظ على الطحين".
وأضاف أنّه "توضيحاً للصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تظهر مواد تعرضت للتلف أثناء عملية تفريغ ونقل البضائع".
وتعرض ووال لحملة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمت مطالبته بالكشف عن المستودعات الأخرى التي خزّنت فيها الهبة العراقية التي يصل حجمها إلى 1000 طن وليس 700 كما أعلن الوزير.
أقرأ ايضاً
- السوداني يدعو شركة هانويل الأمريكية إلى الإسهام في استكمال مصفى البصرة
- الصحة العراقية تقاضي "محلل سياسي" زعم أن "اللقاحات تنقل الايدز"
- الملك السومري كوديا يعود إلى العراق من "المنفى" في نيويورك