أصدر مجلس محافظة النجف، الأربعاء، توصية لدوائر المحافظة تنص على السماح للمواطنين المسيحيين بالسكن في كافة مناطق المحافظة، والعمل في كافة دوائرها الرسمية وجامعتها ضمانا لسلامتهم، مؤكدا أن هذه التوصية قانونية وتأتي بموجب الدستور العراقي.
وقال رئيس المجلس فائد الشمري ، إن \"مجلس محافظة النجف أصدر، اليوم، توصية إلى جميع دوائر المحافظة الرسمية، بما فيها المدارس التعليمية والجامعات، بالسماح للمواطنين المسيحيين بالسكن في المحافظة والعمل في دوائرها\"، مشيرا إلى أن \"هذه التوصية تأتي لضمان سلامة المسيحيين بعد استهدافهم في الآونة الأخيرة، وللحلول دون هجرتهم خارج البلاد\".
وأشار رئيس مجلس محافظة النجف إلى أن\"هذه التوصية قانونية وتأتي بموجب الدستور العراقي\"، لافتا إلى أن \"تعاليم الدين الإسلامي الحنيف توجب العمل على ضمان سلامة أبناء الطائفة المسيحية من أي اعتداء\".
وتعرض المواطنون المسيحيون، في الفترة الأخيرة، إلى أعمال عنف أسفرت عن مقتل وإصابة العديد منهم.
وتأتي هذه الهجمات بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة الواقعة في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد والتي تعرضت، نهاية الشهر الماضي، إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة تمكنت من احتجاز عشرات الرهائن المسيحيين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الحادث عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً.
فيما دعت عدد من الدول الأوربية المسيحيين العراقيين إلى ترك العراق والهجرة إليها.
وكانت جامعة الكوفة، (8 كم شمال مركز محافظة النجف) أبدت، مؤخرا، استعدادها لاستضافة طلبة الجامعات العراقية ومنتسبي وزارة التعليم العالي من الطائفة المسيحية في الجامعة ضمانا لسلامتهم، مؤكدة توفيرها للأقسام الداخلية في الجامعة ووسائل النقل المجانية للطلبة الراغبين بإكمال دراستهم تضامنا مع هذه الطائفة التي تتعرض إلى تهديدات والجرائم في بعض المحافظات العراقية.
وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.
أقرأ ايضاً
- أنقرة: نحن بصدد افتتاح قنصليتنا في النجف
- موازنة 2024 "تنسف" أحلام الخريجين.. لا درجات وظيفية جديدة فيها
- العشوائيات في العراق بين "أزمة السكن" و"تعطيل القانون"