نتوسم إن الأمور تجري مجراها الصحيح لخصوصية البلد والحاجة الطبيعية بيننا وبين بقية الدول، وقد تثار مسألة الضرائب في وقت لا يشعر المواطن فيه بالارتياح لهكذا تشريع وبالأخص مسألة ارتفاع أجور الكهرباء علما إن خلفية أي قرار لابد أن يدرس بشكل يتناسب مع طبيعة المرحلة.
بهذه الكلمات بدأ ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي خطبته الثانية التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 20 ذي القعدة 1431هـ الموافق29-10-2010م، وأضاف خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة إن مسألة الكهرباء مسألة مهمة في البلد ونحن لا نريد وعودا ً وإنما نريد عملا ً حقيقيا ً، معتقدا إن تلك الضرائب والتعريفات الجديدة ستثقل كاهل المواطنين خصوصا ً إن عامتهم يشكون من وضع مادي صعب.
وعلل ذلك إن الكهرباء إذا كانت متوفرة وبشكل كبير ثم تأتي تلك التعريفات فان هذه الأمور قد تكون ممكنة لان الكفة حينئذ تكون متوازنة، لكن في ظرف حساس ومتعب وتأتي هذه التعريفات اعتقد إن المسألة تحتاج إلى مزيد من المراجعة قبل البت بها.
وعن بعض الامتيازات التي يتمتع بها أعضاء مجلس النواب وقد تكون زائدة عن الحد، قال سماحته إن بعض الصحف الرسمية أشارت إلى إن مجموع ما استلم أعضاء المجلس من رواتب بلغ أكثر من 81 مليار دينار منذ خمسة أشهر إلى يومنا هذا وأضافت نقلا عن خبير اقتصادي ذكر إن الوضع إذا بقى كما هو عليه الحال فانه وإلى اثني عشر سنة قادمة ستكلف ميزانية الدولة 2 مليار دولار .
وطالب سماحة السيد الصافي المجلس الحالي بالبت بمجموعة كبيرة من التشريعات العالقة تنتظره، والعراق عندما يتوجه بالاتجاه الصحيح فالتشريعات المانعة السابقة حتى وان كانت من المجلس القديم أو من الجمعية السابقة ممكن أن تتبدل، ويبدأ الإخوة الأعزاء التغيير بأنفسهم معتقدا إن هذه المسألة ليس فيها ضرر فالإنسان يبدأ بنفسه ويغير ما يتعلق به.
وتمنى على النواب في التشكيلة الجديدة مناقشة الزيادة في مخصصاتهم وتقليلها إلى أدنى مستوى ممكن، متسائلا: لا ادري لماذا يغض الطرف عن هذا الموضوع؟!! مع إنه كُرر أكثر من مرة وهو مطلب مقبول أن يعالج هذا الفحش الكبير في النسبة وينبغي إيصاله إلى حد معقول وان يمارس النواب دورهم بشكل طبيعي، أما أن نبقي الوضع كما هو عليه وان نشرع شيء لمجرد المنفعة الشخصية البحتة معتقدا إن هذا الكلام غير صحيح، ورفض تبرير البعض بأنني استلم هذا المبلغ ولكن أعطيه قائلا: وان كان هذا صحيحا ً ولكن الأفضل أن نرجع إلى التشريع ونقلل الامتيازات حتى تعود هذه المبالغ إلى ميزانية الدولة.
وعن مسألة تشكيل الحكومة ذكر سماحته إنه طبقا لما تسرب من بعض الأخبار إن في هذه السنة قد لا تتشكل الحكومة وإنما ننتظر إلى بداية العام المقبل .. وإن قضية التوقيتات قضية لا يمكن أن تأتي مطابقة للواقع دائما وإنما التفكير الجدي وإتباع الخطوات بشكل مدروس يمكن أن نصل من خلالها إلى الحالة التي نريدها .. ولابد أن تتسارع تلك الخطوات في سبيل أن تتشكل الحكومة ..
وتحدث سماحته عن عدم ثقة المسؤول بنفسه وعدم فكره وفهمه للمسؤولية الملقاة على عاتقه يجعله يعيش حالة من الصراع بحيث يحاول أن يبعد الإنسان النزيه والكفوء بذريعة أو بأخرى وبالنتيجة يحاول ان يضع عراقيل كبيرة امامه في سبيل ان يبعده ليس لمصلحة وانما شعورا ً منه بان هذا يشكل خطرا عليه لأنه أكفا وأفضل منه ويخشى إن الأنظار تتوجه له دون سواه.
وتابع إنه أكثر من مسؤول يعاني من هذه المسألة بعضهم يصرح وبعضهم يظهر من فلتات لسانه وبعضهم يعيش مع الأسف هذا الكابوس الذي يشعر بأنه سيبدل وان فلان سيأتي ليأخذ مكانه، وتجده يتباطأ عن الوظيفة الحقيقة التي جاء من اجلها ويبقى يحارب المخلصين ويبعدهم شيئا فشيئا.
وقال سماحته: ليس المطلوب من المسؤول أن يفهم كل شيء ولكن المطلوب منه أن يدير كل شيء، إذا كانت هناك كفاءة يستقطبها فينجح هو من خلال الكفاءة والمفروض أن لا يخشى على منصبه، حيث إن الناس ستقول جاء بفلان وفلان وقطع شوطا ً ايجابيا ً فجعل الناس تنظر إليه راعيا ً وابا ً وانطلق للإبداع، وينبغي أن لا يحارب المخلصين ويبعدهم من اجل كرسي لا يدوم، فالشخص الذي يكون على سلم إداري جيد مهمته أن يرعى هذه المجموعة وينهض بها لا مهمته أن يخشى منهم.
وأخيرا هاجم سماحته ذلك الفهم الذي يخشى الموظف الكفوؤ في أن يأخذ مكانه ؟!! وأوضح إن هناك أمورا تعطل بسبب هذه الطريقة وأمورا تعطل بسبب مزاجية المسؤول، مطالبا المسؤولين أن راقبوا الله والناس واهتموا بالبلد فالمنصب والموقع لا يدوم فالسعيد هو الذي يخدم في أي موقع كان فيه ويخدم خدمة حقيقية بحيث ان الذي يأتي بعده يقول جزى الله فلان قد خدم وأنا أحاول أن اخدم .. وما أجمل أن يتنافس الإنسان في الخدمة ..
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- فيديو:ممثل السيستاني خلال استقباله راهب فلسطيني:نحتاج لموقف موحد من اصحاب الديانات لنصرة الشعب الفلسطيني
- لقاء أردوغان بممثلي المكون السني في بغداد يثير الجدل.. وناشطون يصفونه بـ"المعلم وتلاميذه"
- تعرّف على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها العراق مع تركيا بحضور أردوغان