- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وصلت رسالتكم وسيأتيكم الرّد قريبا ...
بقلم: أياد السماوي
الظهور المصوّر المفاجيء لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي بعد ظهوره الأول عام 2014 عقب سقوط مدينة الموصل وإعلان دولة الخلافة الإسلامية , يحمل رسالة واحدة لا غيرها , رسالة من أمريكا وإسرائيل إلى الحكومة والشعب العراقي , مفاد هذه الرسالة أنّ أبي بكر البغدادي حي يرزق وبكامل صحته , وكما أدخلناه إلى الموصل والمحافظات الغربية في المرّة السابقة , ها نحن جاهزون لإدخاله مرّة أخرى إلى المحافظات الغربية فيما لو قررّ مجلس النوّاب العراقي والحكومة العراقية إخراج القوات الأمريكية من العراق , وقبل ظهور هذا التسجيل المصوّر لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي , صرّح قائد القيادة المركزية الأمريكية كينث ماكينزي الأحد 28 نيسان 2019 أي قبل يوم واحد فقط من ظهور هذا التسجيل (أنّ مفاوضات تجري مع الحكومة العراقية بشأن الوجود طويل الأمد الذي ستحتفظ به القوّات الأمريكية في العراق لمكافحة الإرهاب) , وبكل تأكيد أنّ ظهور أبي بكر البغدادي بعد يوم واحد من تصريح ماكينزي يكشف بشكل جلي وواضح الهدف من ظهور البغدادي في هذا الوقت تحديدا , فالرسالة واضحة جدا ولا تحتاج إلى عناء كبير لفهمها وفك رموزها.
ومثلما هي رسالة أمريكا إلى العراقيين واضحة من خلال هذا الظهور المفاجيء لأبي بكر البغدادي , فإنّ للعراقيين رسالة هي الأخرى واضحة أيضا , وملّخص رسالة العراقيين هي.. إننا نعلم علم اليقين أن البغدادي موجود لديكم وتحت رعايتكم , وأنّ بقايا شراذمه موجودين في معسكرات تحت رعاية الجيش والمخابرات الأمريكية في العراق , ونعلم أيضا أن تنظيم داعش الإجرامي هو صنيعة المخابرات الأمريكية وأداتها لزعزعة أمن واستقرار البلدان المعادية للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة , ونعلم أيضا أن الوجود العسكري والقواعد الأمريكية في العراق ليس لمحاربة الإرهاب وداعش , بل أنّ هذا الوجود العسكري وهذه القواعد المنتشرة في العراق موجودة لحماية أمن إسرائيل واستخدامها كقاعدة لضرب إيران وسوريا والحشد الشعبي في العراق عند الضرورة , ونعلم أيضا أنّ القوّات الأمريكية في العراق هي قوّات مقاتلة وليس خبراء ومستشارين عسكريين لتدريب الجيش العراقي كما تدّعي الحكومة العراقية , وحادثة ضرب الشرطة الاتحادية في كركوك قبل بضعة أيام خير دليل على هذا , ونعلم أيضا أنّ القوّات الأمريكية في العراق هي قوّات معادية للحشد الشعبي وتشّكل خطرا كبيرا على أمن العراق وسيادته واستقراره وأمن المنطقة بشكل عام , وكما هي رسالة أمريكا واضحة , فرسالة العراقيين هي الأخرى واضحة وتحمل مطلبا واحدا لا غيره , هو رحيل كلّ القوّات الأجنبية عن العراق , ولا مطلب للعراقيين غير هذا , والعراقيون قادرون على حماية استقرار بلدهم وأمنه , وإذا كانت هنالك بعض الأصوات التي تدعو إلى بقاء القوّات الأمريكية في العراق , فهذه الأصوات لا تشّكل أي عائق وليس لها أي تأثير أمام جدّية العراقيين برحيل القوّات الأجنبية من العراق , ولتعلم الإدارة الأمريكية أنّ عامة الشعب العراقي يعتبرون الوجود العسكري الأمريكي في العراق لا يختلف عن وجود داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية , كلاهما معاد للعراق وقواته المسلّحة وحشده الشعبي.. وكما أخرج العراقيون القوّات الأمريكية عام 2011 , سيخرجونها هذه المرّة أيضا , وفصائل المقاومة الإسلامية لم تعد كما كانت قبل 2011 , والعراقيون بكلّ أطيافهم ومكوّناتهم وراء الحشد الشعبي.. في الختام نقول لكم.. وصلت رسالتكم وسيأتيكم الرّد قريبا..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر