لم يرهقهم التعب ولم يبالوا لبعد المسافات محددين هدفهم الاسمى بالاتجاه نحو قبلة العاشقين وامام الثائرين الإمام الحسين (عليه السلام) مواسين بخطواتهم السيدة العقيلة زينب الكبرى والحجة المنتظر (عليهما السلام) في ذكرى اربعينية سيد الاصلاح والانسانية امام الأحرار ابي الثوار وبمختلف اعمارهم صغاراً وكباراً شيوخاً ونساءً وشباناً.
وحرصت وكالة نون الخبرية في كل سنة ان تواكب الزائرين لتتعرف على ما يقدم لهم من خدمات وتوثق تلك الخطوات المباركة لهم صورياً، فكانت عدسة ومراسل المجلة في محافظة (ذي قار) تواكب مسيرة الحشود المليونية من قضاء الفهود جنوب محافظة الناصرية في رجلة صحافية توثيقية سجلت العديد من المشاهد والصور الحية..
وكان المشهد الاول لها مع الحاجة (ام محمد) التي اختارت ان تخدم الزائرين على طريقتها الخاصة حيث شيدت تنوراً من الطين في وسط قضاء الفهود بالناصرية لتقدم الرغيف الحار للزائرين على طريقتها الخاصة والاستمتاع بعملية تهيئة الخبز الحار وتقديمه للزائرين وهو فرحة كانت تدعوا الله مراراً وتكراراً ان لا يحرمها خدمة الزائرين.
اما الشاب (علي ستار) من محافظة ذي قار البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً اختار ان يكون طريقه نحو الامام الحسين (عليه السلام) بقراءة القرآن الكريم معللاً بالقول ان "هذه افضل فرصة ليكفر الانسان عن خطياه وهو متجه بطريق الخلود كما ودعا ان يحرص الشباب على ذلك في المسير فأن اداء الصلاة بوقتها هي خير وتدخل السرور على قلب الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وان يتخذوا من الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة في ذلك حيث ادى صلاته وهو في ساحة المعركة ولم يتركها فضلاً عن قراءتهم للقرآن الكريم طيلة المسير".
لصورة ام الشهيد رياض خير الله معاني كبيرة وهي تحمل صورة ابنها متجهة بها صوب كربلاء الاباء، لتسرد لوحة عشها الحسيني التي جعلت الوانها من فيض شهادة ابنها الذي لبى نداء المرجعية العليا وخرج ذائدا عن شرف الارض والمعتقد.
اما الحاجة (ام احمد) من اهالي قضاء الطار (بذي قار) حدثتنا عن انها حريصة ومنذ سنوات شبابها ان تخدم في طريق الزائرين وهي مستمرة بهذه الخدمة مهما زاد الله في عمرها لتؤكد برسالتها هذه بكل ما تحمل من معاني ان من سار في طريق الحسين يزيد في توفيقه وان الحسين وكربلاء قصة عشق الهي لا تنتهي.
والى كرمة بني سعيد شدّنا النظر الى شخص يقدم الفواكه بطريقة ترغم الزائر على الاستجابة لقبول كرمه فالحاج (عباس عبد باجي) صاحب موكب انصار الحسين اوضح لنا انه مواظب على هذه الخدمة منذ ثلاثة سنوات وهو مستمتع بطريقة تقديمه للفواكه والموائد للزائرين باعثاً رسالة الى اهل الخير بأن يزيدوا مما اعطاهم الله للزائرين وهو فرح جداً بأن هناك عشرة اشخاص قدموا نفس هذه الخدمة داعياً الله لديمومتها وزيادتها في كل عام".
اما الزائر (كرار محمد) من محافظة البصرة: "خرجنا من محافظة البصرة لمسيرة الاربعين وكانت الخدمات على طول الطريق عالية المستوى من حيث الامان والخدمات التي تقدمها المواكب".
واهدى خطواته الى الابطال المرابطين في سوح القتال ومن حفظوا حرمة هذا الوطن والمقدسات من دنس داعش".
وقال الحاج (محمد) الثمانيني من اهالي مدينة البصرة باشرت المسير من منطقة سوق الشيوخ متجهًا صوب كربلاء المقدسة ونسأل الله التوفيق لجميع الزائرين لتأدية هذه الشعيرة والزيادة في بركاتها، واشار الى مسيره في السنوات السابقة قائلا: (لم اطلب حاجة خلال هذا المسير ولم احصل عليها)، فلا يوجد اي تعب بوجود الخيرين وتوفير الخدمات المتكاملة كما واهدي خطواتي الى الاموات من اهلي والشهداء في الحشد الشعبي الذي لولا تضحياتهم ودمائهم الطائرة لما سرنا في هذا الطريق".
وتحدثت الحاجة (ام حمزة) من اهالي قضاء الفهود (بذي قار) "زوار الحسين نخدمهم بعيوننا ففي الليل نحرص ان نوفر سبل الراحة لمبيت الزائرين، وفي النهار نحرص على توفير افضل انواع الطعام لهم فضلاً عن غسل ملابسهم".
فيما اشار الزائر (سيد هادي الموسوي) من اهالي محافظة البصرة: "الى امنية كل زائر ومحب بان لا يحرم من هذه الزيارة وان يشارك فيها كل سنة".
اما الزائر (فلاح كريم ناصر) صاحب موكب ومنتسب في مديرية شرطة ذي قار تحدث وهو تعتليه روح الهمة والمبادرة في تقديم الخدمة للزائرين قائلا: "عملنا في حماية الزائرين القادمين من محافظة البصرة واهوار الجبايش وتأمين الطرق المؤدية الى طريق الناصرية ونحن هنا في قضاء الفهود اضافة الى عملنا الأمني فإننا حريصون كل الحرص على اقامة موكباً خدمياً يقدم خدمات للزائرين كما المواكب المتبقية وحيث نحرص في موكب فاطمة الزهراء (عليها السلام) بتقديم ثلاث وجبات يومياً اضافة الى العصائر".
وتحدثت الحاجة (ام فاضل) التي تبلغ من العمر ثماني عاماً تقول ان:زائري الامام الحسين (عليه السلام) اذ لم تسع لهم اماكننا وبيوتنا نضعهم فوق الرؤوس وادعو الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق وشباب العراق ويزيح هذه الغمة عن هذه الامة ودعائنا للزائرين هو نسأل الله وصولكم للحسين سالمين وعودتكم الى اهلكم غانمين".
ورغم اعاقته فالزائر (سعد عبد الجبار) من اهالي مدينة الناصرية يتوجه الى كربلاء وهو جليس كرسيه المتحرك ناقلا صورة لعزمه وقوة ارادته في اكمال المسير برفقة اصدقائه ايمانا منه بان الاعاقة لا تمنعه من زيارة سيده وإماماه طامعا في تسجيل اسمه مع الزائرين.
اما البرعم مرتضى احمد من محافظة البصرة وهو يسير مع والده للسنة الثالثة على التوالي في طريق الحسين (عليه السلام) يسأل الله ان يقضي حاجة كل محتاج".
(لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين) هذه الصورة الولائية قد نعي معناها لكن لا نلمسه الا ان واكبنا الحشود المليونية بعمزها وطاقتها وقوة ارادتها السائرة نحو قبلة العاشقين فالمشاهد كبيرة والصور كثيرة لعقيدة شعبٍ يصرح بمليونيته التي يشاركه فيها العالم باسره ان شعب قوي الولاء عالن عن انتماءه لابي الاحرار.
وكالة نون: ضياء الأسدي
تصوير: رسول العوادي، احمد القريشي
أقرأ ايضاً
- رئيس الجمهورية يبلغ الأعرجي والبصري: يجب حشد الزخم للقضاء على الجريمة المنظمة
- رئيس الجمهورية يحث وزيرة المالية على الاسراع بصرف رواتب إقليم كردستان
- القبض على 21 متسللًا اجنبًيا في السليمانية ونينوى