المخطاف التي تقع عند مدخل خور عبد الله من جهة البحر تعرضت فجر اليوم إلى عمليات سطو مسلح متفرقة نفذها قراصنة عراقيون بدافع السرقة، فيما لفت إلى أن دوريات بحرية من قوات خفر السواحل العراقية تمكنت من إلقاء القبض على اثنين من القراصنة وضبطت بحوزتهم مسروقات.
وقال المصدر في تصريح نشرته \"السومرية نيوز\" إن \"عددا من الأشخاص يستقلون زورقاً صغيراً تسلقوا إلى باخرة تجارية سورية الجنسية تحمل اسم (سانتا ستار) بعد الساعة الثانية من فجر اليوم الأحد واحتجزوا طاقمها وسرقوا أجهزة الاتصال ومقتنياتهم الشخصية فضلاً عن أجهزة الملاحة البحرية ولاذوا بالفرار بعد إن كبلوا أفراد الطاقم\".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن \"المسلحين تمكنوا بعد نحو ساعة من سرقة السفينة الأولى من التسلل إلى أخرى اسمها (أرمينيا) وهي من جمهورية انتغوا من أمريكا الوسطى كانت متواجدة على مقربة من السفينة الأولى وقاموا باحتجاز طاقهما والسطو على مقتنياتهم\"، ولافتا إلى أن \"باخرة تجارية ثالثة أيضاً كانت راسية في نفس المنطقة واسمها (كريستال ويف) وجنسيتها كورية تعرضت إلى حادث سطو مسلح مماثلة من قبل نفس القراصنة\".
وأكد المصدر وهو مرشد بحري في الشركة العامة لموانئ العراق أن \"عمليات القرصنة وقعت جميعها عند مدخل خور عبد الله من جهة البحر في منطقة تعرف باسم (المخطاف) لأن البواخر التجارية تتوقف فيها حتى يحين دورها ويسمح لها بدخول قناة خور عبد الله للرسو في ميناء أم قصر أو خور الزبير لتفريغ حمولاتها\"، لافتا إلى أن \"المنطقة تحت حماية الأسطول البحري الأميركي\".
وذكر المصدر أن \"قوات خفر السواحل العراقية تلقت نداءات استغاثة من تلك البواخر، قامت على إثرها بتسيير دوريات في المياه الإقليمية العراقية وقرب الشواطئ وتمكنت مع الصباح من إلقاء القبض على اثنين من القراصنة وضبطت بحوزتهما مسروقات من البواخر\"، موضحا أن \"الزورق عثر عليه راسياً على بعد 100 كم من المنطقة التي شهدت عمليات القرصنة\".
وأكد المصدر أن \"الزورق المستخدم هو بلاستيكي صغير الحجم لكنه مجهز بمحرك سريع وحديث من نوع ياماها\"ـ مشيرا إلى أن \"القوات الأمنية تقوم في الوقت الحاضر بالبحث عن القراصنة الباقين\"، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
يذكر أن المياه الإقليمية العراقية وقناة شط العرب تشهد بين حين وآخر وبفترات زمنية متباعدة وقوع عمليات قرصنة تستهدف البواخر الأجنبية وينفذها عراقيون وعادة ما تخلف تلك الحوادث سرقة مقتنيات طواقم البواخر وكل ما خف وزنه وثقل ثمنه.
كما سبق وان كشف مدير عام الشركة العامة للموانئ الكابتن صلاح خضير عبود في مؤتمر صحافي عقده قبل أسابيع عن وجود حوادث ابتزاز تتعرض لها طواقم البواخر الأجنبية التي تسلك قناة شط العرب المؤدية إلى مينائي المعقل وأبو فلوس حيث أشار إلى وجود \"أشخاص يطلقون على أنفسهم صفة صيادين يتعمدون نصب الشباك في أماكن مرور البواخر وعند مرورها وتمزق شباكهم يطالبون طواقمها بتعويضات مالية وفي حال عدم حصولهم عليها يتصرفون بعدائية\" وبين حينها أن \"هذه الظاهرة تؤثر على حركة الملاحية البحرية في شط العرب ولقد ابلغنا بها قيادة عمليات البصرة لغرض معالجتها\".
وتوجد في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، خمسة موانئ تجارية، أولها ميناء المعقل القريب من مركز مدينة البصرة، والذي تم إنشاؤه في العام 1916 وكانت تستغله القوات البريطانية لأغراض عسكرية قبل أن تسلمه إلى السلطات العراقية عام 1937، فضلاً عن ميناء الفاو الذي أصبح مخصصاً لرسو وإقلاع سفن صيد الأسماك، وفي عام 1965 تم إنشاء ميناء أم قصر وهو حالياً أكبر وأهم الموانئ التجارية، بينما شهد عام 1989 إنجاز مشروع بناء ميناء خور الزبير الذي يحتوي على أرصفة صناعية ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا، وفي عام 1976 تم إنشاء ميناء أبو فلوس على ضفاف شط العرب في قضاء أبي الخصيب والذي يعد حالياً من أنشط الموانئ التجارية على الرغم من صغر مساحته.
كما تحتوي البصرة على ميناءين نفطيين هما ميناء العمية، 145 كم جنوب المدينة، ويقع ضمن المياه الإقليمية العراقية وعلى مقربة من المياه الإقليمية الإيرانية والثاني هو ميناء البصرة النفطي\" 160 كم جنوب البصرة، ويقع في خور الخفجة القريب من المياه الإقليمية الكويتية، وكان يعرف سابقاً باسم ميناء البكر العميق.
أقرأ ايضاً
- مستشار السوداني: مئات الشركات الامريكية أبدت رغبتها بالاطلاع على السوق العراقية
- أسعار النفط ترتفع بعد هجوم الكيان "الإسرائيلي" على إيران
- السوداني يحث شركة بيكر هيوز الأمريكية على الإسهام بإقامة مصنع للمواد الكيمياوية